عبر عدد من النشطاء الحقوقيين المصريين، في تصريحات ل"الأيام24"، عن رفضهم لدعم نظام عبد الفتاح السيسي، لجبهة "البوليساريو"، على حساب المغرب، بعد استقبال القاهرة وفدا من الجبهة برئاسة المسمى "خطري آدوه"، في الاجتماع الذي جرى بين برلمان عموم إفريقيا والبرلمان العربي في مدينة شرم الشيخ مؤخرا، بمناسبة مرور 150 عاما على انطلاق البرلمان المصري. وأكد المتحدثون أنفسهم، الذين طالبوا بإخفاء هويتهم، أن محاولة استفزاز المغرب من طرف السيسي، مرفوضة رفضا باتا، بحكم العلاقات القوية التي تجمع الشعبين المغربي والمصري، منذ سنوات طويلة. وأضافوا أن ما أقدم عليه النظام المصري، من محاولة استفزاز المملكة المغربية، من خلال استقبال وفد من جبهة "البوليساريو" المدعومة من الجزائر، تأتي في خضم تدهور العلاقات بين القاهرة والرياض، والتي أصبحت حقيقة لا تقبل الشك، حيث ظهرت جليا خلال الفترة الأخيرة بعد أن اتخذ الطرفان بعض الإجراءات تمثلت أهمها في انتقاد السعودية لتصويت مصر لصالح القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي، وما أعقبه من وقف شركة النفط المملكة "أرامكو" إمداداتها النفطية لمصر. يأتي هذا، بعدما أكد محمد العرابي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري٬ في تصريحات صحفية، أن تواجد وفد من جبهة البوليساريو على الأراضي المصرية تم بشكل "بروتوكولي" ٬ حيث إن "البوليساريو" عضو بالاتحاد الإفريقي٬ ولا يمكن للقاهرة أن تمتع الوفد من حضور جلسة البرلمان الإفريقي، حسب تعبيره. ونفى المسؤول المصري، وجود أية توتر في العلاقات بين الرباطوالقاهرة على خلفية هذا الحدث٬ حيث إن المغرب تعلم بدقة موقف مصر من قضية "البوليساريو"٬ خصوصا أن هذه لم تكن المرة الأولى التي تثار فيها مسألة العلاقات المغربية المصرية على خلفية نفس القضية٬ مؤكدا أنه لم تعقد أية لقاءات ثنائية بين البرلمان المصري ووفد الجبهة. ونفى السفير المصري بالرباط الدكتور إيهاب جمال الدين، في تصريح خص به "الأيام 24" علمه بوجود أزمة بين الرباط و القاهرة، كما تداولتها وسائل إعلام عربية في الأيام الأخيرة. واكتفى بالقول: "لا علم لي بوجود أزمة"، رافضا الحديث عن أسباب ودوافع مشاركة وفد من جبهة "البوليساريو" الانفصالية في المؤتمر البرلماني العربي - الافريقي بشرم الشيخ خلال الأسبوع الجاري. تجدر الإشارة إلى أن النزاع حول"الصحراء"، هو في الأصل نزاع مفتعل مفروض على المغرب من طرف الجزائر التي تمول وتأوي جبهة "البوليساريو" على أراضيها بتندوف. وتطالب "البوليساريو"، المدعومة من طرف السلطات الجزائرية، بخلق دولة وهمية بالمغرب العربي. وهذه الوضعية تعرقل جميع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.