اعتبرت الصحافة الجزائرية، قرار الملك محمد السادس تعيين الصحفي المغربي المعروف، حسن عبد الخالق٬ سفيرا مفوضا، فوق العادة في الجزائر قادما إليها من العاصمة الأردنية عمان، وذلك خلفا للسفير السابق عبد اللّه بلقزيز، إشارة إيجابية من الرباط لإعادة الدفء بين البلدين. واستلم عبد الخالق لحسن مهامه بشكل رسمي، دون أن يصدر ذلك في بيان من طرف الخارجية الجزائرية، ليخلف بذلك السفير السابق عبد الإله بلقزيز الذي شهدت فترة مكوثه في الجزائر توترا وصل إلى حد استدعائه أكثر من مرة. وتعقدت العلاقات الثنائية، بعد قيام مجموعة شباب بإنزال علم القنصلية العامة الجزائرية بالدار البيضاء ثم حرقه؛ ما أثار حفيظة حكومة عبد العزيز بوتفليقة التي طالبت نظيرتها بتوضيحات عن "الإساءة"، بعد اتهامها بالتحريض على أعضاء البعثة الدبلوماسية. ونقلت صحيفة "المحور اليومي" المقربة من مراكز القرار الجزائري، أن الجزائر وافقت أخيرا على اعتمادها تسمية لحسن عبد الخالق سفيرا للرباط لديها، بعد أشهر من الشد والجذب، معتبرة أن عبد الخالق لا يحظى بالقبول لدى صناع القرار في الجزائر، بسبب ما وصفته "معاداته للسياسة الخارجية الجزائرية منذ عقود ترجع إلى بداية اشتغاله في قطاع الصحافة في جريدة العلم المغربية"، حسب تعبيرها. ويعتبر لحسن عبد الخالق من الضالعين بالشأن الجزائري، إذ سبق له القيام بزيارات عديدة في إطار مهمات إعلامية حين كان يشتغل صحافيًا بجريدة “العلم” المغربية، كما رافق العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني خلال القمة العربية الطارئة بالجزائر سنة 1988 عقب الانتفاضة الفلسطينية الأولى. وأضافت ذات المصادر، أن الرباط تراهن على سفيرها الجديد الذي نال تأشيرة الموافقة الرسمية في الجارة الشرقية للمغرب، وتقدمه سلطات بلاده على أنه من الدبلوماسيين ذوي الكفاءة، لاشتغاله في قطاع الإعلام وحقل السياسة بصفوف حزب الاستقلال، ثم انتدابه للعمل في جهاز الدبلوماسية في عمان. وفي تحليل غريب، زعمت ذات المصادر، أن السفير المغربي الجديد، يعتبر من أبرز الرافضين للمساعي الأممية الرامية إلى حلحلة النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، إلا أن متابعين للشأن الإقليمي يترقبون فصلا جديدا في العلاقات المغربية الجزائرية، بعد فترة السفير السابق عبد الإله بلقزيز، التي شهدت فيها العلاقات الثنائية توترا. ونقلت الصحيفة الجزائرية، عن مصدر وصفته ب"الدبلوماسي"، أن الجزائر تراهن على تطور العلاقات مع الرباط في الاتجاه الإيجابي، مبرزا أن السفير المغربي الجديد يمكنه الدفع بالعلاقات الثنائية نحو الأفضل لمعرفته الدقيقة بالعقلية الجزائرية وثوابت السياسة الخارجية للبلاد . ولا يستبعد المتحدث، أن يشتغل السفير الجديد لحسن عبد الخالق على إعادة الدفء للعلاقات الثنائية لكسر الجمود والتوتر اللذين طبعاها خلال السنوات الماضية، كما يمكن للصحافي المغربي السابق أن يحدث تقاربا مع النخب السياسية والإعلامية في الجزائر، على خلفية الحاجز الذي يجمعها مع نظيرتها في الجهة الغربية. وللإشارة، سبق لعبد الخالق قيامه بزيارات إعلامية إلى الجزائر، لعل أبرزها مرافقته للملك الراحل الحسن الثاني في القمة العربية الطارئة التي ترأسها الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد عام 1988 عقب الانتفاضة الفلسطينية الأولى.