لا يبدو أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد استخلص الدرس من خلافه الأخير مع المغرب بعد تصريحاته التي أثارت غضب الرباط عن “احتلال” الصحراء، ليطلق تصريحات جديدة تبدي في الظاهر حيادا تجاه النزاع في الصحراء، لكنها تخفي انحيازا متجددا لجبهة بوليساريو، وقد تتسبب في حملة مغربية جديدة ضده. وأبدى بان كي مون “قلقه” حيال تحركات مدنية يقوم بها المغرب عند شريط فاصل قريب من حدود موريتانيا مع الصحراء المغربية.
وقال الأمين العام إنه “يشعر بقلق عميق من توتر الوضع في شريط فاصل ضيق في جنوب غرب الصحراء” بين الخط الذي يحدد منطقة سيطرة المغرب والحدود الموريتانية.
ودعا الناطق باسم الأمين العام للمنظمة الدولية في بيان الطرفين إلى “تعليق كل عمل يؤثر على الوضع القائم، وإلى سحب كل المسلحين لمنع المزيد من التصعيد”. وأضاف أن بعثة الأممالمتحدة في الصحراء المغربية (مينورسو) ستجري مفاوضات مع الجانبين لخفض التوتر.
وأكدت السلطات المغربية أن العملية التي نفذتها تستهدف مكافحة أنشطة التهريب في المنطقة، مشيرة إلى أن قياديي بوليساريو هم من أثارت قلقهم هذه المعطيات لأنهم “المحتضنون الفعليون لعمليات الاتجار في المخدرات والتهريب”.
لكن جبهة بوليساريو أعربت لبان كي مون في وقت سابق من أغسطس عن استيائها مما أسمته “توغلا مغربيا” يشكل انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقال مراقبون إن الأمين العام للأمم المتحدة لا يبدو معنيا بالتقارير المتتالية عن الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه مخيمات اللاجئين في تندوف، وأن ما يهمه فقط تتبع أخبار التحركات المغربية حتى وإنْ كانت تحركات مدنية لمطاردة الجريمة.
واعتبر المراقبون أن بان كي مون يثبت مجددا أنه غير محايد، وهو ما سيجعل الدول المؤثرة في مجلس الأمن تنأى بنفسها عنه مثلما جرى منذ أشهر حينما استغرب كيف تركته هذه الدول وحيدا في مواجهة الدبلوماسية المغربية.
وأعلن ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن بان كي مون يشعر بخيبة أمل لفشل مجلس الأمن في اتخاذ موقف قويّ في خلاف بينه وبين المغرب خاصة بعد مظاهرات كبرى عمت مدن المغرب في مارس الماضي ورفعت شعارات معادية لدوره.
ولم يتعامل مجلس الأمن مع الخلاف، كما أراد بان كي مون الذي يرى في ما جرى قضية شخصية، خاصة أنه على أبواب الخروج من الأممالمتحدة.