بعد سنوات من التوتر والمواجهة الإعلامية والسياسية، سجلت العلاقات بين الجمهورية الجزائرية والمملكة المغربية هدوءا خلال الساعات الأخيرة، بعدما وجه الملك محمد السادس الى الجزائر دعوة صريحة للمصالحة، وجاء الرد الجزائري الممزوج بالود. وألقى الملك المغربي محمد السادس أمس السبت خطابا الى الشعب بمناسبة أحد الأعياد الوطنية “ثورة الملك والشعب” الذي يصادف 20 أغسطس/آب من كل سنة، وتمنى التعاون بين الشعبين المغربي والجزائر بمواجهة التحديات الثنائية والإقليمية والقارية.
وجاء في الخطاب الملكي “إننا نتطلع لتجديد الالتزام، والتضامن الصادق، الذي يجمع على الدوام، الشعبين الجزائري والمغربي، لمواصلة العمل سويا، بصدق وحسن نية، من أجل خدمة القضايا المغاربية والعربية، ورفع التحديات التي تواجه القارة الإفريقية”.
ولمزيد من مد اليد للجزائر للمصالحة، يقول الملك بضرورة التعاون بين البلدين “الحاجة في ظل الظروف الراهنة، التي تمر بها الشعوب العربية، والمنطقة المغاربية، لتلك الروح التضامنية” في إشارة إلى “المرحلة التاريخية التي تميزت بالتنسيق والتضامن، بين قيادات المقاومة المغربية، وجبهة التحرير الجزائري، حيث تم الاتفاق على جعل الذكرى الثانية لثورة 20 آب/أغسطس كمناسبة لتعميم الثورة في الأقطار المغاربية”.
وجاء خطاب الملك في وقت تمر منه العلاقات بين المغرب والجزائر بتوتر حقيقي على خلفية الدعم الكبير الذي تقدمه الجزائر لجبهة "البوليساريو". ومن مظاهر التوتر تشييد الجزائر هذه الأيام لخنادق في الحدود مع المغرب.
ولم يتأخر الرد الجزائري على المصالحة الممدودة من طرف ملك المغرب، فقد صرح وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة للأعلام المحلي في بلاده أن الجزائر ترغب في توثيق العلاقات مع المغرب.
واستشهد بمضمون الرسالة التي بعث بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الملك بمناسبة عيد “ثورة الملك والشعب”.
وعلى غير عادتها، لم تهاجم الصحافة الجزائرية ملك المغرب بعد خطابه لأنه كان دبلوماسيا وتصالحيا.
ومن الصعب حدوث مصالحة حقيقية، فالأمر يتعلق بدبلوماسية التهاني في المناسبات الوطنية والدينية، كما جرى منذ سنوات طويلة، بينما الملفات الشائكة تضغط على البلدين وخاصة ملف الصحراء المغربية.