AFP ناقلة النفط "فورتشن" في مصفاة إل باليتو في فنزويلا في 25 مايو/أيار اهتمت صحف عربية بوصول أربع ناقلات نفط إيرانيّة إلى الموانئ الفنزويليّة رغم التهديدات الأمريكية. ويأتي دخول الناقلات الإيرانية في تحدٍ واضح للعقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولاياتالمتحدةالأمريكية على فنزويلا، حيث لا تعترف واشنطن بنيكولاس مادورو رئيسا لفنزويلا. وتوجد بفنزويلا احتياطيات نفطية هائلة، لكن أزمتها الاقتصادية الطويلة الأمد تركت البلاد تواجه نقصا حادا في الوقود. "هيبة واشنطن على المحك" تحت عنوان "ماذا بعد وصول قافلة ناقلات النفط الإيرانية 'سالمة ' إلى فنزويلا؟"، يؤكد عبدالباري عطوان في صحيفة رأي اليوم اللندنية أن هذه الخطوة بعثت "رسالة قوية إلى الرئيس دونالد ترامب وإدارته تقول إن حصاراتكم تتآكل، وتنتقل من فشل إلى آخر، وتعطي نتائج عكسية تماما". ويضيف عطوان: "إنّه تغيير كبير في قواعد الاشتباك بين إيرانوالولاياتالمتحدة، أبرز عناوينه تقول إن جميع السفن وحاملات الطائرات والقواعد الأمريكية في منطقة الخليج في مرمى الصواريخ الإيرانية البالغة الدقة، ولولا تأكُّد الإدارة الأمريكية من جدية هذا التهديد الإيراني بالانتقام لنفذت خططها باعتراض هذه الناقلات ومنعت وصولها إلى فنزويلا". ويشدد الكاتب "أن الناقلات الخمس مرّت عبر قناة السويس دون أي مضايقات، أو منع، مما يعني أن السلطات المصرية أعطتها الضوء الأخضر ولم تعد تلتزم بالحصار الأمريكي على إيران ومتطلباته، وهذا تحوّل استراتيجي مُهم"، مضيفا أن "إيران نتفت ريش غرور ترامب، وتحدّته وهزمته في عقر داره". وفي الصحيفة ذاتها، يقول محمود البازي: "يتلقّى ترامب صفعات موجِعة من دول تفاضل بين الجوع والاستقلال". ويضيف الكاتب أن طهران أرسلت عدة رسائل عبر هذه الناقلات "تتلخص في أن إيران لن تجلس مرة أخرى على طاولة مفاوضات تركها ترامب 'تعسفيا'، وبأن سياسة العقوبات بالحد الأقصى التي تمارسها الولاياتالمتحدة ضد إيران والتي لم تؤدِّ إلّا إلى الإضرار بالمواطن الإيراني وإفقاره وتركه وحيدا وحكومته أمام فيروس كورونا لم تفلح خلال أربعين عاما مضت، ولن تفلح خلال أربعين عاما قادمة". وتحت عنوان "التحدي الإيراني والاستجابة الأمريكية"، يقول عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية إن تسيير إيران للناقلات "يندرج في سياقين متلازمين: الأول؛ إصرار طهران على كسر الحظر واختراق العقوبات، مهما كلف الأمر، ورفضها سياسة الموت البطيء أو الموت جوعاً، التي تتبعها واشنطن حيالها تحت مسمى الضغوط القصوى. والثاني؛ اقتناع طهران بأن دونالد ترامب الغارق في فشله في إدارة ملف جائحة كورونا وأزمة الركود الاقتصادي وأرقام البطالة غير المسبوقة منذ 90 عاما، يبدو على مبعدة بضعة أشهر من الانتخابات الرئاسية كما لو أنه 'بطة عرجاء' لا قدرة له على الإتيان بأي حركة جدية". ويضيف الكاتب: "إنْ مرّ التحدي الإيراني من دون استجابة أمريكية من نفس النوع والمقدار، فسيشجع ذلك طهران أولاً، على تكرار التحدي وتسيير المزيد من الناقلات والطائرات، كما أن أطرافاً أخرى، خاضعة للعقوبات الأمريكية، ونصف البشرية تخضع لأشكال متفاوتة من هذه العقوبات، ستتشجع ثانياً، على فعل شيء مشابه. بمعنى من المعاني، فإن 'هيبة' واشنطن على المحك". أسطول النفط الإيراني إلى فنزويلا يثير غضب الولاياتالمتحدة "ذهب فنزويلا" وتحت عنوان "ذهب فنزويلا لن ينقذ إيران!"، تقول هدى الحسيني في الشرق الأوسط اللندنية "ظنّت إيران وحلفاؤها أنهم انتصروا عسكرياً على الولاياتالمتحدة بوصول شاحنة النفط الإيراني إلى فنزويلا. وحسب الأمريكيين، فإن الإيرانيين يريدون الاستفزاز للوصول إلى هكذا نتيجة، لكن إدارة الرئيس دونالد ترامب لا وقت لديها للرد عسكرياً". وتضيف الكاتبة "إيران تريد ذهب فنزويلا، لكن لا أحد يعرف كم تملك فنزويلا من الذهب، ولو أعطته كله إلى إيران، فلن يحل مشكلات إيران، إنها بحجم أكبر من المعترف به، وفنزويلا لا تستطيع مساعدة نفسها. ما تقوم به إيران مع فنزويلا لا يستحق مواجهة أمريكية مع إيران". كما يقول عبد الأمير رويح في شبكة النبأ العراقية إن "فنزويلا ستدفع ذهباً لإيران مقابل شحنات النفط"، مشددا أن "مسؤولين حكوميين كدسوا نحو تسعة أطنان من الذهب، أي ما يعادل 500 مليون دولار، على متن طائرات متجهة إلى طهران في أبريل/نيسان كدفعة مقابل مساعدة إيران في إحياء مصافي البنزين المعطلة في فنزويلا". كما يقول ظافر محمد العجمي في صحيفة العرب القطرية "طهران تقوم بذلك لإعادة الحرارة للحصار عليها، فالنسيان وتراجع تردد القضايا في الإعلام هو ألد اعداء النزاعات غير المحسومة. كما تعودنا أن طهران لا تكلّ من أخذ زمام المبادرة لاستفزاز واشنطن. كما أنها توسّع مفهوم محور المقاومة حتى لا ينحصر فقط على المناوئين للصهاينة بل وأمريكا". ويضيف الكاتب: "المتوقع هو أن تصطاد واشنطن ناقلات النفط الإيرانية في أحد الموانئ للتزود بالوقود بعد عودتها وتطبق عليها قانون إجراءات المصادرة الذي فشلت في تطبيقه على 'غريس -1 'المتجهة إلى سوريا".