أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين أنه يتحتم على فرنسا وأوروبا مساعدة أفريقيا على مكافحة فيروس كورونا المستجد من خلال “إلغاء قسم كبير من ديونها”. وقال ماكرون في كلمة تلفزيونية خصصها لوباء كوفيد-19 في فرنسا إنه بمعزل عن “إعادة تأسيس” أوروبا، “علينا أيضا أن نساعد جيراننا في إفريقيا على مكافحة الفيروس بمزيد من الفاعلية، مساعدتهم أيضا على الصعيد الاقتصادي من خلال إلغاء قسم كبير من ديونهم”.
الخبير الاقتصادي مهدي فقير ، تعليقا على هذا القرار ، يرى أن فرنسا ، منشغلة بجائحة كورونا ببعد جيو استراتيجي ، وماكرون يعلم انه إن تركت فرنسا فراغا في علاقاتها بأفريقيا سيستغلها طرف آخر ولو في الخفاء كالصين .
وأكد فقير في حديث مع ''الأيام 24 ''أن الدول الافريقية رغم علاقتها التقليدية مع فرنسا، لكن الوباء المستجد شغلها والصورة بدت ضبابية، بعض الشيء، فسارع الرئيس الفرنسي إلى إعادة طرح اسم فرنسا كصاحب قرار استراتيجي في القارة ، حتى لاتجد الجمهورية نفسها في تباعد بعد انقشاع الازمة .
وتابع الخبير الاقتصادي أنه ، اذا لم يتم الاسراع بمساعدة هذه الدول سوف تنهار أنظمتها الصحية بين عشية وضحاها لأن بنيتها الاقتصادية لا تحتمل هذا لنوع من الأزمات، وفق تعبيره.
وعن علاقة المغرب مع فرنسا في ظل هذه الظروف ، أوضح فقير أن ''انتظاراتنا مختلفة ، من فرنسا ، والمغرب يعول على الاستثمارات الفرنسية المهمة ، وتخفيف الدين شيء جيد سترحب به السلطات في هذا الوقت العصيب ''.
وأضاف المتحدث ذاته ، أن المغرب متشبت بالعلاقة ولا يريد ان يدفع فاتورة هذه الازمة ، و لا يسعى الى ذلك ، لأن المغرب راهن ويراهن على الفاعل الاقتصادي الفرنسي ، في بناء سياسته الصناعية الجديدة ، خاصة وان حجم الاستثمارات الفرنسية في المغرب كبير، وأي قرار سيادي فرنسي سيؤثر على الفاعل الاقتصادي الفرنسي ، وسيكون وبالا على العلاقات الثنائية ين البلدين. وشدد مهدي فقير أن ''فرنسا لا تريد ان تفقد حلفاءها الاستراتيجيين المغرب و كوت ديفوار والسنغال ، وسعت إلى إعادة التموقع، والمغرب لم يكن ينتظر ردا سريعا والأمور جيو استراتيجيا تتضح وبالتالي المغرب يستشرف الأزمة وأثارها السلبية .
وخلص المحلل الاقتصادي إلى أن المغرب يجب عليه أن يتحرك بسرعة ، متسائلا هل فرنسا ستبقى على استثماراتها في المغرب؟، سؤال يرى فقير، أنه مرتبط بالقرارات الفرنسية الاستراتيجية.
جدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي أعلن في كلمته المتلفزة مساء اليوم ان الحجر الصحي سيمتد إلى 11 ماي المقبل وأن الأماكن العامة ستواصل الإغلاق إلى غاية 11 يونيو. مشيرا إلى التعايش مع لافيروي يمكن أن يستمر لشهور.