"شارلي شابلن" الكوميدي الانجليزي، كان يمنح البسمة للجميع عربا وعجما ومن مختلف الديانات، أما "شارلي ايبدو" الساخر الفرنسي، فهو لا يجيد سوى الاستفزاز ولمختلف الديانات. " شارلي ايبدو" تعرضت لجريمتين متتاليتين، ولأسبوعين متواليين، الجريمة الأولى عندما هوجمت من طرف فرنسيين متطرفين متشبعين بفكر داعش وأودى بحياة 8 افراد من طاقم تحريرها.
أما الجريمة الثانية التي تعرضت لها "شارلي ايبدو" فهي التي تمت مؤخرا ولكن للأسف على أيدي ما تبقى من هيئة تحريرها التي اختارت ان توجه رصاصات قاتلة إلى صدور أزيد من مليار مسلم ممن يكنون محبة خاصة للرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
للأسف الجريمة الثانية التي تعرضت لها "شارلي ابيدو" لن تدفع فرنسا ام الحريات كما تدعي لان تستنفر أطقمها الأمنية لمحاصرة المجرمين ، ولن تنشر القنوات الفضائية كاميراتها العشرون في شوارع باريس وضواحيها للنقل المباشر لاطوار مطاردة القتلة لازيد من 10 ساعات كما فعلت الجمعة الماضي.
"شارلي ايبدو" ماتت بالفعل عندما اختارات أن توجه سهامها لأعظم رجل يقدسه العرب والمسلمين، رجل لا يد له فيما أصاب أطقمها ولا علاقة له بموجة الإرهاب التي تضرب العالم.
كان على "شارلي ايبدو" أن تمحص الأمر وتبحث عن الجهة الحقيقة التي تقف وراء استهدفها بالشكل الذي أدانه العالم وفي مقدمتهم المتشبعين بمحبة الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
"شارلي ايبدو" لم تنتبه أنها كانت مجرد وسيلة للجهة المستهدفة لتوجيه رسالة إلى فرنسا، التي تشارك في حلف متعدد الأطراف في إفريقيا والشرق الأوسط.
"شارلي ايبدو" لم تنتبه انها كانت ضحية لعبة الصراعات الدولية التي تريد اقتسام كعكعة ما بعد موجات الربيع العربي وإعادة ترسيم المصالح والامتيازات من طرف هذه الدول.
كنا نظن أن ملكة السخرية التي تتمتع بها هذه الصحيفة ستدفعها للنبش في هذا الاتجاه وتسخر من قادة الدول الذين يرهنون مستقبل شعوبهم في تحالفات مشبوهة لأجل أهداف الشركات المجهولة التي باتت ترسم القرار الدولي، لكن عوض ذلك اختارت ان تقفز على الحائط الأقصر وهي أفئدة أزيد من مليار متيم بحب النبي.