بدأ المغرب مع نهاية الأسبوع الجاري سلسلة تحركات سياسية بهدف جمع الفرقاء في ليبيا ومحاولة تثبيت وقف إطلاق النار. وأتت تحركات المغرب بعد استبعاده من مؤتمر برلين الذي جمع أطراف النزاع الليبي والجهات الداعمة، ليوجه دعوة إلى وزير خارجية المشير خليفة حفتر لزيارة المغرب.
وبحسب حكومة الوفاق الليبية فقد وجه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اتصل بنظيره في حكومة الوفاق، محمد الطاهر، وأكد له دعم بلاده للحكومة الشرعية “الوفاق” وفق اتفاق الصخيرات وقرارات مجلس الأمن.
وأشار بوريطة إلى أن المغرب يتطلع إلى التعاون المثمر بين البلدين مؤكدا رفض بلاده لأي تدخل خارجي في ليبيا الذي وصفه “بالوقح”.
ومن جهتنها أعلنت حكومة شرق ليبيا عن طريق وزارة خارجيتها تلقيها اتصال من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، دعوة لزيارة المملكة، لبحث سبل تطوير العلاقات بين البلدين.
وفي بيان أصدرته السبت، قالت حكومة شرق ليبيا “التقى وزير الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية الدكتور عبد الهادي الحويج مع وزير خارجية المملكة المغربية ناصر بوريطة، وتناول اللقاء بحث العلاقات الثنائية وإيضاح حقيقة من نحارب” ودعا بوريطة وزير الخارجية المغربي لزيارة المغرب.
وأعلنت الخارجية الليبية عن “المغرب على استعداد لتقاسم التجربة والخبرة والمشورة في برنامج المصالحة الوطنية بعد تحرير العاصمة طرابلس، وأنهم يقفون بقوة ضد التدخل الأجنبي الوقح في ليبيا، الذي يعود إلى عصر ولى وحقبة انتهت.
وكانت الأوساط الدبلوماسية المغربية أعربت عن استتغرابها إقصاء المغرب من محادثات برلين بشأن الأزمة الليبية “المملكة المغربية لا تفهم المعايير، ولا الدوافع، التي أملت اختيار البلدان المشاركة في هذا الاجتماع”.
ويرفض المغرب التدخل الأجنبي في الأزمة الليبية، ويحاول مسك العصا من الوسط، محافظا على نفس المسافة بين جميع الأطراف المعنية.
جهود المملكة المغربية توجت منذ 2015، باعتماد اتفاق الصخيرات الذي بذلت الرباط جهودا كبيرة لإنجازه لتجنيب ليبيا ما وصلت إليه الآن.
لكن ليبيا باتت اليوم مقسمة بين حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأممالمتحدة ومقرها طرابلس، وسلطة يجسدها رجل شرق ليبا النافذ المشير خليفة حفتر.
وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز السراج. وسمح أخيرا البرلمان التركي بنشر عسكريين في ليبيا.