تمكن عبد المجيد تبون، المرشح الحر في الانتخابات الجزائرية، من الفوز بمنصب رئيس الجمهورية، وذلك بحسب السلطة الوطنية للانتخابات ، بنسبة 58.15%. وبانتخاب "تبون"، سيبدأ هذا الأخير في اتخاذ قرارات جديدة على مستوى الشأن الداخلي، وما يليه من علاقات خارجية مع الدول المجاورة خاصة المغرب. فهل سيسعى الرئيس الجزائري الجديد، لربط الود مع المملكة، وتجاوز سياسة المرحلة السابقة، أم أن مستقبل العلاقات بين البلدين سيظل خاضعا لسيطرة العسكر دون تجاوز خلافات الماضي.
نوفل البعمري، المحلل السياسي المختص في شؤون الصحراء، قال في تصريح ل"الأيام24"، أن نتائج الانتخابات الجزائرية لم تأتي بأي جديد، مبرزا أنها كانت شبه محسومة سلفا لعبد المجيد تبون المقرب من القايد صالح، الذي يشكل نوع من الاستمرارية السياسية للمرحلة السابقة مع اختلاف السياق الداخلي حيث تجري محاكمة للعديد من رموز النظام المحسوبين على بوتفليقة.
وأضاف المتحدث، أن فوز عبد المجيد تبون، هو إعلان عن انتصار التيار الذي ظل يناهض سعيد بوتفليقة الذي حسم الوضع لصالحه من خلال الاستناد على سيطرة وتحكم الجيش في بنية الدولة الجزائرية، و عقيدتها الاديولوجية.
وتابع البعمري بالقول بأن الملاحظ في هذه الانتخابات، هو أن غالبية الشعب الجزائري قاطع الانتخابات بل في بعض المناطق كالقبايل لم تصل نسبة المشاركة هناك إلى 1٪،أضف لذلك الأحداث التي عرفتها الجزائر العاصمة و الصدامات القوية التي شهدتها طيلة يوم الاقتراع، كل ذلك يجعل من مهمة الرئيس الجديد مهمة صعبة في الهدوء للشارع الجزائري.
وأكد المحلل السياسي في حديثه للموقع بأن العلاقة الجزائرية المغربية بعد فوز تبون، و الخلفية التي ظلت تحدد خطابه، و الجهة التي أوصلته للحكم، تجعل من مستقبل العلاقة بين البلدين مفتوحة على حجم قدرة استيعاب العسكر لأهمية تطبيع العلاقة مع المغرب و تجاوز خلافات الماضي، مع دعم المسار السياسي الأممي لملف الصحراء و ما يترتب عن ذلك من إجراءات يستوجب اتخاذها في علاقة النظام الجزائري بتنظيم جبهة البوليساريو.