كشفت التحضيرات والمباريات المبرمجات عن عيوب كثيرة في تشكيلة المنتخب الوطني المغربي التي اختارها الفرنسي هيرفي رونار، وأكدت المباراة الأولى في "كان 2019" أمام ناميبيا أن المنتخب الذي أبهر الجميع في مونديال روسيا بعيد جدا عن مستواه الحقيقي. خطف 3 نقط وإن كان بأداء غير مقنع فإنه مهم جدا ل"الأسود" قبل مواجهتين قويتين أمام كل من ساحل العاج وجنوب إفريقيا، وللتحضير جيدا للتحدي وجب على رونار إصلاح الأعطاب في أقرب وقت.
شلل تام في الأروقة
ظهر جليا أن هجوم المنتخب كان في حجة ماسة لمساندة الظهير الأيسر أشرف حكيمي والأيمن نبيل درار، اللذان لم يؤديا جيدا فالأول يُعذر لأنه عائد من الإصابة ويشغل مركزا غير تخصصه أما الثاني فقد نزل مستواه بشكل غير مقبول يطرح أكثر من علامة استفهام.
في الشوط الأول أمام ناميبيا حاول حكيمي إسناد ظهر المهاجمين ونجح في بعض الأحيان لكنه في الشوط الثاني اكتفى بالدفاع وعدم المغامرة بالصعود بسبب غيابه الطويل عن الملاعب وعدم استرجاعه للياقته البدنية كاملة، فيما درار كانت طلعاته فاشلة ولم ينجح في إتمام بناء العملية الهجومية مع زملائه وهو الأمر الذي يستدعي ضرورة تحضير نصير مزراوي قبل المباراة القادمة أمام ساحل العاج.
وسط الميدان
فاجأ هيرفي رونار كل المتابعين بثلاثي وسط ميدان غير متوقع، مكون من يوسف آيت بناصر والمهدي بوربيعة ومبارك بوصوفة، الذين لعبوا لأول مرة مع بعض في مباراة رسمية، وبدا غياب الانسجام بينهم واضحا ما أثّر سلبا على صناعة اللعب في وسط الميدان التي كان بسبب يضطر حكيم زياش إلى العودة لمركز صانع اللعب رغم اعتماده في التشكيلة كجناح أيمن.
دخول كريم الأحمدي أعاد التوازن إلى الوسط وحرر أكثر المخضرم مبارك بوصوفة لذلك شاهدنا سيطرة مغربية تامة في الشوط الثاني، ولهذا فإن على رونار مراجعة حسابات هذا الخط الذي يضبط توازن أي تشكيلة وعليه ترتكز الخطط التكتيكية.
رأس الحربة
عكس المتوقع، اعتمد رونار على يوسف النصيري مهاجما صريحا بدل صاحب الاختصاص خالد بوطيب، ولم يكن موفقا لسببين وهما عدم اختصاصه في هذا المركز وسوء تعامله مع الكرات الأرضية.
كان النصيري شاردا في الهجوم لم يشعر بخطره مدافعو ناميبيا ولم يخرج كثيرا لاستلام الكرة والمساهمة في اللعب ثم العودة للتمركز في مربع العمليات، فرغم الامدادات القادمة من حكيم زياش والتمريرات العرضية لأمرابط وحكيمي فشل المغرب في تسجيل الأهداف.
رونار لا ملك خيارا آخر في هذا المركز بعد مغادرة عبد الرزاق حمد الله وتجاهله ليوسف العربي ومحسن ياجور بسبب قناعاته التقنية، لذلك بوطيب يفرض نفسه بقوة ليكون رسميا في قادم المباريات فهو على الأقل صاحب الاختصاص.