أكد الملك محمد السادس، أن المغرب اعتمد استراتيجية شاملة، تجمع بين العمليات الوقائية التي تتوخى محاربة العوامل والأسباب المؤدية للتطرف، وبين مستلزمات الحفاظ على الأمن والاستقرار. وأضاف الملك، في الخطاب السامي الذي وجهه اليوم الثلاثاء إلى (قمة القادة حول مكافحة تنظيم "داعش" والتطرف العنيف)، المنعقدة بنيويورك، تلاه وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، أن المملكة استطاعت، بفضل التنسيق والتعاون بين مختلف المصالح الأمنية الوطنية، وتعزيز وتحديث الترسانة القانونية، أن تجد إجابات ملائمة للتهديدات الإرهابية، التي تعرف تطورا متسارعا.
كما أكد الملك وعي المغرب بأن محاربة التطرف والإرهاب يجب أن تندرج ضمن مقاربة تشاركية ووقائية، تقوم على انخراط المواطنين في الجهود والإجراءات التي تتخذها مؤسسات الدولة، مضيفا أن المغرب حريص على تعزيز الشراكات التي تجمعه بعدد من الدول، في المجال الأمني، للتصدي لمختلف التهديدات الإرهابية.
وسيرا على نهجه في اعتماد التعاون التضامني، فإن المغرب، يؤكد الملك، مستعد لتقاسم تجربته مع كل الدول الشقيقة والصديقة، وتمكينها من البرامج التي طورها في مجال إشاعة القيم الإسلامية السمحة، والانفتاح على الديانات والثقافات والحضارات الأخرى.
وسجل الملك أن المنتدى العالمي لمحاربة التطرف والإرهاب أصبح فضاء للحوار وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة. كما يواصل جهوده الاستباقية من أجل دعم الإجراءات التي تتخذها الدول. وشدد على أن المغرب، الذي يتقاسم مع هولندا رئاسة مجموعة العمل، المنبثقة عن هذا المنتدى، يعمل جاهدا على نشر الممارسات الجيدة لوثيقة لاهاي-مراكش، والاستفادة منها. ويتعلق الأمر، على الخصوص، يقول الملك، بإيجاد حلول ناجعة، لظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، والقيام بتحليل عميق للتيارات والتوجهات الإرهابية، التي تعرف تطورا مستمرا. وأبرز أن هذا المنتدى يواصل تعميق البحث ودراسة مختلف القضايا، المتعلقة بالوقاية ومحاربة التطرف والإرهاب، ولاسيما من خلال تطوير وسائل عملية، لتقاسم التجارب والخبرات وتقوية قدرات الدول في هذا المجال، ليخلص إلى أن المغرب، الذي سيتشرف بالرئاسة المشتركة لهذا المنتدى في 2016، لن يدخر أي جهد، في تعزيز مساهماته، ومواصلة انخراطه في الجهود الدولية، الهادفة لمحاربة التطرف والإرهاب، من أجل عالم أكثر أمنا واستقرارا وأقوى تضامنا وإنسانية.