أعلنت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وشركة (أي بي إم)، اليوم الأربعاء بالرباط، عن إحداث شركة تابعة تهدف إلى تسيير مشاريع الرقمنة وتوفير مجموعة من الخدمات الرقمية والمعلوماتية لفائدة المقاولات الافريقية في جميع قطاعات الأنشطة، خاصة الفلاحة والصناعة. وتم الإعلان عن هذه الشراكة خلال لقاء ترأسه مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، بحضور الرئيس المدير العام لمجموعة مصطفى التراب المكتب الشريف للفوسفاط، وبرونو دي ليو نائب رئيس الأسواق العالمية لشركة (أي بي إم). وأطلق على الشراكة التكنولوجية الجديدة اسم " تيل تيكنولوجي سيرفيسيز" وتهدف إلى دعم برنامج التحول الرقمي الذي أطلقته مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ، بهدف تحسين نجاعة وفعالية عملياتها الصناعية وتطوير خدماتها التجارية. ولهذا الغرض ستعمل الشركة الجديدة على توفير تكنولوجيات دقيقة ومتطورة من قبيل الحوسبة المعرفية والتحليلات، والأجسام المتصلة، إلى جانب تطوير خدمات ذات قيمة عالية، من خلال الارتكاز على خبرة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وشركة (أي بي إم)، مع العمل على جذب وتكوين مهارات محلية. وحسب مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وشركة (أي بي إم)، فإن هذه الشراكة التكنولوجية تتوجه إلى خدمة أسواق إفريقيا، بهدف خلق حلول وخدمات مبتكرة من أجل قيادة التحول الرقمي داخل القطاع الصناعي ومختلف القطاعات المهمة للنمو الاقتصادي في القارة. وأكد مولاي حفيظ العلمي أن هذه المبادرة الرائدة بالمغرب من شأنها الإسهام في تطوير المنظومة الرقمية الوطنية لكونها تنسجم مع الاستراتيجية الرقمية الوطنية الرامية إلى تسريع التحول الرقمي للاقتصاد المغربي، وتموقع المغرب كبوابة رقمية بإفريقيا ودعم تطوير نسيج الفاعلين التكنولوجيين المبتكرين. وأضاف أن هذه الشراكة تندرج في إطار الاستراتيجية التي حددتها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط للسنوات القادمة والمرتبطة بالتحول الرقمي بطريقة تمكن من تعزيز موقعها كرائد عالمي في مجالات نشاطها، مذكرا بأن المغرب وضع استراتيجية للتحول الرقمي وأحدث وكالة للتنمية الرقمية. وقال الوزير "لدينا إرادة قوية لدعم ومواكبة هذه الشركة التي تشكل مرحلة جديدة في مسار المجهودات المتعلقة بالرقمنة وتفتح آفاقا جديدة في هذا المجال"، مؤكدا أن هذه المبادرة تجسد الارادة القوية للمغرب في المضي قدما في ما يخص تحديث إدارته. وفي السياق ذاته، أكد نائب رئيس الأسواق العالمية لشركة (أي بي إم) أن هذه الشراكة ستكون لها انعكاسات ملموسة على المغرب، مشيرا إلى أن هذه الشركة الجديدة تشكل جزءا من مخطط الشركة التي تسعى لدعم نمو الاقتصاد الإقليمي عبر الابتكار والتكنولوجيا. وأبرز أن الالتزام المتواصل لشركة (أي بي إم) لفائدة تنمية المنطقة تجسد منذ سنوات عبر العديد من الاستثمارات الموجهة لمستقبل القارة الإفريقية وأن هذه الشراكة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تمثل آخر نموذج لهذا التوجه، مضيفا أنها تندرج في إطار مهام شركة (أي بي إم) الرامية إلى مساعدة المقاولات العاملة في جميع فروع الصناعة بالمغرب وإفريقيا في درب انخراطها في التحول الرقمي. وقال دي ليو "سنواصل دعمنا لتطوير الكفاءات بالمغرب عبر برامج خاصة بالبحث والتنمية". من جهته، قال التراب إن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط قد جعلت من التنمية بإفريقيا والابتكار والنهوض بالكفاءات أولويات استراتيجية، مضيفا أن هذه المبادرة، التي تأتي ضمن خطوة شاملة لهيكلة منظومة رقمية مبتكرة عبر إحداث حظيرة تكنولوجية حول جامعة محمد السادس المتعددة التقنيات بهدف الابتكار في البحث عن الموارد ومواكبة تنمية الشركات الناشئة والمقاولات الوطنية والقارية. وبعد أن ذكر بأن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط كانت قد أطلقت منذ سنوات المرحلة الأولى للانتقال الرقمي بكلفة إجمالية ناهزت 70 مليار درهم، أشار التراب إلى أن المجموعة أطلقت هذه الشركة التابعة لضمان استعمال أفضل التكنولوجيات وتوفير خدمات ذات جودة لزبنائها وشركائها. كما أبرز أن رقمنة المجموعة تتطلب، بشكل خاص، تعبئة العديد من التكنولوجيات والكفاءات، مضيفا أن الطموح الاساسي للمكتب يتمثل في الاستفادة من جميع فرص النمو التي يخولها العالم الرقمي، ليس فقط في مجال الإنتاج، ولكن أيضا على مستوى القيمة المضافة المرتفعة التي توفرها، خاصة بإفريقيا. وأبرز أن هذه الشراكة تطمح إلى تطوير وتنشيط منظومة اقتصادية متجددة وتعزيز الكفاءات حول آخر المستجدات التكنولوجية، بما يخدم رهانات التنمية الوطنية والإفريقية.