الرجل معي في الصورة هو الدكتور لاديسلاس أمير أكبسى (Ladislas Prince Agbesi) رجل أعمال من البينين، وعضو نافذ بحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، بجنوب إفريقيا، تذكرته أول أمس، وأنا أقود سيارتي، وأسمع الأخبار بإحدى الإذاعات الوطنية، حين أعلن عن اللقاء الذي عقده الملك محمد السادس وجاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا… هذا الرجل، استقبلني، أخيرا، والأصدقاء المعطي منجب وسليمان الريسوني وسعيدة الكامل بأحد فنادق جوهانسبورغ، وكنا جميعا هناك لحضور المؤتمر العالمي العاشر لصحافة التحقيق، وقضينا معه، زهاء ساعتين، ندردش حول علاقات المغرب ودول إفريقيا… خلال جلستنا، حكى لنا الرجل عن مساره الدراسي والسياسي الذي أفضى به إلى الترشح للانتخابات الرئاسية للبينين، وهي انتخابات كان سيفوز بها، حسبه، لولا أنه تم إقصاؤه، من طرف خصومه، في آخر لحظة، بعد ركوبهم على خطأ تقني. طيلة الجلسة، ظل هذا الرجل الذي يرأس "منتدى بان أفريكان بيزنيس" يردد، أنه مغربي الهوى، معجب بسياسة محمد السادس في إفريقيا، لذلك، يزور المغرب عدة مرات كل سنة، ويقوم بدور محاميه داخل كل الإطارات التي يرأسها أو يشارك فيها بما فيها حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الذي هو عضو به بحكم جنسيته المزدوجة، وحين سألناه عن سبب العداء الذي تكنه جنوب إفريقيا للمغرب، أوضح أن المسألة لا دخل لشعب جنوب إفريقيا فيها، وأن سبب موقف الحكومة المعادي لقضيتنا هو غياب المغرب عن الساحة السياسية لجنوب إفريقيا، موضحا أن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي يتكون من خمسة تيارات سياسية، وأن الموقف المعادي لمغربية الصحراء هو موقف تيار واحد هو تيار نيلسون مانديلا، وأن باقي التيارات لا تتبناه ولا تعترض عليه، لسبب بسيط هو أنها تجهل ملف الصحراء، ولا أحد من وزارة الخارجية أو من الأحزاب السياسية المغربية سبق له أن كلف نفسه وذهب إلى جنوب إفريقيا، ليلتقي بهذه التيارات وقادتها ويشرح لها وجهة النظر المغربية في الموضوع… لقاؤنا بالرجل كان مساء السبت 18 نونبر الحالي، وقبل أن نفترق، قال لنا: أبشروا، قريبا تصلكم أخبار سارة عن موقف جنوب إفريقيا من قضية الصحراء، نتيجة جهود حثيثة هي قيد البذل الآن، أنا واحد من المنخرطين فيها… لهذا، فبمجرد سماعي عن لقاء محمد السادس بجاكوب زوما استرجعت ما قاله الرجل، وتأكدت أنه لم يكن ينطق عن الهوى… نقطتان أخريان مترابطتان ركز عليهما الرجل في حديثه إلينا هما: ٭تخوفه من أن يسقط المغرب في علاقته بالدول الإفريقية في نفس السلوك الاستعلائي الذي كانت تمارسه ليبيا في عهد القذافي مع هذه الدول… وأنه لا ينبغي للسياسة الخارجية المغربية أن تركز على الحكام، وتنسى الشعوب، سيما أنها شعوب شابة واعية تتطلع نحو غد أفضل، وبالمناسبة نوه لاديسلاس بتشجيع المغرب للطلبة الأفارقة على متابعة دراستهم الجامعية وتخصيصه ميزانية هامة لتوفير المنح لهم… ٭أن ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي رجل في مستوى اللحظة، يقوم بعمل رائد، لكنه mal entouré، ما يفرض عليه تجديد فريق عمله، بإشراك عناصر مؤهلة، تدرك دقة المرحلة وأولوياتها، وتنخرط فيها بجدية وحماس… ملحوظة: اللقاء حضره ناشط مغربي يقيم بجنوب إفريقيا هو السيد عبد السلام حبيب الله رئيس مجلس جمعيات المهاجرين.