كانت جلسة محاكمة الصحفي حميد المهدوي، مدير موقع "بديل" المتوقف، آخر الجلسات الماراطونية ليوم أمس الثلاثاء، بمحكمة الاستيناف بالدار البيضاء، والتي امتدت إلى حدود الحادية عشر والنصف ليلا، وعرفت جلستان قبلها لمجموعة الزفزافي وجلول، ومجموعة أحمجيق. وقد أنهى دفاع المهدوي، وأساسا النقيب عبد الرحيم الجامعي والمحاميين عبد العزيز النويضي ومحمد المسعودي، الجلسة بالمطالبة بتمتيع مدير موقع "بديل" بالسراح المؤقت "انتصارا للقانون"، وليس للمهدوي، الذي يقضي عقوبة سجنية أخرى، حتى لو تم تمتيعه بالسراح فيها فلن يغادر أسوار السجن، بتعبير المحامي المسعودي. وحاول حميد المهدوي مرارا أخذ الكلمة إلا أن رئيس الجلسة بقي يمنعه منها إلى أن رفعت الجلسة، حيث شرع المهدوي يصرخ بقوة بشعار: "صحفي وراسي مرفوع.. ما مشري ما مبيوع" ويكررها إلى أن اضطر رجال الأمن لرفعه واقتياده نحو القفص الزجاجي غير المكشوف. بالمقابل بقيت زوجته، الصحافية بشرى الخونشافي، تردد: "هل هذا هو الوطن الذي ضحينا من أجله بالغالي والنفيس، وحافظنا على أمنه وأمانه.. هل هكذا يجازى الصحفي"، وقد كانت كلمتها مؤثرة على الحاضرين وعلى أسرة المهدوي التي بقيت تتابع أطوار المحكمات إلى آخرها، قبل أن تغادر المحكمة لتتبدر أمر عودتها إلى مدينة سلا، مع أن الساعة كانت تقترب من منتصف الليل.