بلغت الخلافات الداخلية بين قياديي الأصالة والمعاصرة مستوى متقدما، خلال هذه المرحلة التي أعقبت "استقالة" إلياس العماري، والتي أصبح فيها عزيز بنعزوز ومحمد الحموتي هما صاحبي الكلمة الأخيرة في منح التزكيات في كل الانتخابات الجزئية، حتى لو كان ذلك ضد رغبة الأمين العام الأسبق محمد الشيخ بيد بيد الله. آخر فصول هذه الخلافات هو ما عرفه مقر البرلمان، على هامش الافتتاح الملكي للدورة التشريعية الخريفية، من مواجهة بين كل من الحموتي وبنعزوز من جهة وبين الأمين الجهوي للبام بالدار البيضاء، صلاح الدين أبو الغالي، على خلفية اختيار مرشح للحزب للانتخابات الجزئية القادمة لدائرة برشيد، التي ألغت فيها المحكمة الدستورية مقعد البرلماني الاستقلالي زين العابدين حواص. فقد احتج أبو الغالي بقوة على الحموتي وبنعزوز، أمس بالبرلمان، بعدما اكتشف أنهما "يتفاوضان" من ورائه مع العربي الدحيمي، رئيس جماعة ولاد عبو في تجاوز تام له، وذلك للحيلولة دون ترشيح صلاح الدين الشنقيطي، صهر الأمين العام الأسبق، محمد الشيخ بيد الله، الذي يرى أبو الغالي بأنه الأقدر على الفوز بمقعد في برشيد. وعلم "الأول" أن عددا من أعضاء المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة أصبحوا يرفضون استمرار تحكم الحموتي وبنعزوز في التزكيات، بعد رحيل إلياس لعماري الذي كان قد وضعهما في لجنة الانتخابات.