لم يعد خافيا على أحد من الاتحاديين الحرب الباردة والتسابق المحموم بين الحبيب المالكي وعبد الكريم بنعتيق ومحمد بنعبد القادر لخلافة ادريس لشكر على رأس الاتحاد الاشتراكي. الجديد في هذه الحرب هو أنها انتقلت من الاستقطابات والاصطفافات إلى المواجهة العلنية الصاخبة، كما حدث في آخر اجتماع للمكتب السياسي، الخميس المنصرم. فعندما أخذ الحبيب المالكي الكلمة للحديث عن حصيلة الحكومة خلال 100 يوم، قال بأن تقديم حصيلة 3 أشهر ليست ملزمة، قانونا، للحكومة، وإنما هي مجرد تقليد. مضيفا أن إنجازات الحكومة خلال ال100 يوم لا ترقى للحديث عنها كحصيلة. موقف المالكي هذا أخرج بنعتيق من الصمت الذي ضربه خلال آخر الاجتماعات الثلاثة الأخيرة للمكتب السياسي، حيث انتفض في وجه المالكي، قائلا: "حصيلتنا أحسن من حصيلة كل الحكومات التي شاركت فيها أنت منذ 13 سنة". مصادر الأول قالت إن "تربصات" الطامحين لخلافة ادريس لشكر بدأت مبكرا رغم أن ولايته الثانية مازالت في بدايتها. من ذلك قيام محمد بنعبد القادر على تشغيل الحسن لشكر، نجل ادريس لشكر، في ديوانه، في محاولة منه للتقرب من لشكر، وأيضا لبعث رسائل إلى من يهمه الأمر بأن علاقته بالكاتب الأول للحزب على أحسن ما يرام". لكن، ما موقع ادريس لشكر من كل هذا؟ المصادر قالت إن لشكر يسعى إلى من يلعب دور "بوتين- ميدفيديف"، أي إلى دعم شخص ضعيف لخلافته على أن يبقى هو الماسك بزمام الأمور إلى حين انقضاء ولايته، ثم يعود لمنصب الكاتب الأول من جديد. مضيفة أن لشكر خلال اجتماع المكتب السياسي الذي أعقب الخطاب الملكي لعيد العرش، لجأ إلى أسلوب التخويف للجم طموحات البعض، حين خاطب أعضاء المكتب السياسي قائلا إن من بين الخيارات المطروحة بعد خطاب الملك الغاضب على الأحزاب، هي أن يعرف المغرب حالة استثناء، أو يتم حل الحكومة، وتنصيب أخرى. قبل أن يتوجه إليهم بسؤال: "هل أنتم ضامنون أننا سنكون في السيناريوهات القادمة، مع ما يعرفه الحزب من ضعف؟".