عاش مؤتمر الاتحاد الاشتراكي العاشر، مساء أمس ليلة ليلاء، حيث مباشرة بعد انتهاء ادريس لشكر الكاتب الأول للحزب، من إلقاء كلمته في الجلسة الافتتاحية، وشروع المؤتمرين في مناقشة التقرير الأدبي التي تقدم به، حتى بدأ فصل جديد من المواجهة بين لشكر وخصومه من "العشرة الموقعين" على البيان الشهير. وانطلق المسلسل مباشرة بعد تسجيل أسماء المتدخلين الذين بلغ عددهم ثمانين تدخلا، حيث كان نصيب القيادي مصطفى المتوكل وهو أحد "العشرة الموقعين"، الرتبة 79، في حين كان نصيب القيادية حسناء أبو زيد الرقم الأخير أي 80. ورغم محاولة فاطمة بلمودن مسيرة الجلسة تقديم الموالين للشكر على خصومه، فقد كان نصيبه التقريع من بعض من يحسبون عليه، حيث كانت كلمة رشيدة بنمسعود قاسية، عندما طالبته بتفسير، ما معنى المرشح الوحيد في أدبيات حزب يعتبر نفسه اشتراكيا ديمقراطيا؟، وسألته، عن لماذا صمت الحزب عن الرد على حملات السب والقذف التي تم توجيهها "للقياديين العشرة"؟. وعند العاشرة مساء تقريبا وصل دور مصطفى المتوكل في التدخل، حيث قدم توطئة شبه فقهية لواقع الاتحاد الاشتراكي، وقال فيما يشبه الرد على لشكر ومواليه الذي اسبغوا في الحديث عن انتصار الاتحاد. لا أحد يمكنه أن يقنع المغاربة بأن الاتحاد الاشتراكي انتصر؟!. لتطلب منه مسيرة الجلسة إيقاف تدخله، بدعوى أن الثلاثة دقائق قد انتهت، حيث طلب المتوكل 30 ثانية فقط لختم مداخلته، لكنها رفضت. وانطلق الصراخ من طرف عدد من أتباع الكاتب الأول الذين طالبوه بالتوقف عن الكلام. وهنا قام إدريس لشكر حيث انخرط في سجال مع المتوكل بلغ درجة تهديده مباشرة بالقول، " غادي نسيفطك للحبس". وبعدها توجه بسؤال "مخدوم" إلى المؤتمرين، "واش ما زال بغيتو الي باقي يتدخل؟". وكان يقصد بكلامه حسناء أبو زيد، ليجيب أتباعه بالإيجاب، ما أدى إلى "قربلة" حقيقة داخل قاعة المؤتمر. حيث رفع عدد من المؤتمرين شعار: "إدريس إرحل"، وكذا شعار "مادار والو ما دار والو.. لشكر يمشي بحالو". وهو الأمر الذي دفع لشكر يصرخ في أتباعه، "احمو حزبكم، احموا حزبكم". وهنا تحولت قاعة المؤتمر إلى مواجهة مفتوحة بين لشكر وأتباعه من جهة، وحسناء أبو زيد وأنصارها من جهة ثانية، حيث أخذت ابو زيد تتنقل بين أرجاء القاعو وحولتها إلى "حلقية" مفتوحة للنقاش، رغم استفزازات أتباع لشكر، وبعدها غادرت القاعة ومعها جزء مهم من المؤتمرين ليتم فتح "حلقية" نقاش في الساحة أمام قاعة المؤتمر دامت إلى ما بعد منتصف الليل. وأثناء مغادرة "خصوم" لشكر للقاعة، حاول تمرير المصادقة على المقرر التنظيمي، وما إن وصل إلى مقترح رفع سن الشبيبة من ثلاثين سنة إلى أربعين، حتى انفجر اتباعه من الشباب في وجهه، ومنهم من انخرط في موجة من البكاء، بعد أن استشعروا الخطر من هذا البند، وانه يسعى للحفاظ على نفس الوجوه على رأس الشبيبة، وإقصاء جيل كامل من الشباب من تحمل المسؤولية الحزبية.