سبوتنيك الروسية تكشف عن شروط المغرب لعودة العلاقات مع إيران        اختفاء غامض لشاب بلجيكي في المغرب    بعد صدور مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالان.. الرباط مطالبة بإعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل    قلق متزايد بشأن مصير بوعلام صنصال    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    خبراء يكشفون دلالات زيارة الرئيس الصيني للمغرب ويؤكدون اقتراب بكين من الاعتراف بمغربية الصحراء    تخليد الذكرى ال 60 لتشييد المسجد الكبير بدكار السنغالية    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    بعد سنوات من الحزن .. فرقة "لينكن بارك" تعود إلى الساحة بألبوم جديد        الموت يفجع الفنانة المصرية مي عزالدين    طقس السبت.. بارد في المرتفعات وهبات ريال قوية بالجنوب وسوس    كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط    وسيط المملكة يستضيف لأول مرة اجتماعات مجلس إدارة المعهد الدولي للأمبودسمان    عندما تتطاول الظلال على الأهرام: عبث تنظيم الصحافة الرياضية    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    غارات إسرائيلية تخلف 19 قتيلا في غزة    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    الصويرة تستضيف اليوم الوطني السادس لفائدة النزيلات    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    موتسيبي يتوقع نجاح "كان السيدات"    الرئيس الصيني يضع المغرب على قائمة الشركاء الاستراتيجيين    افتتاح أول مصنع لمجموعة MP Industry في طنجة المتوسط        خبراء: التعاون الأمني المغربي الإسباني يصد التهديد الإرهابي بضفتي المتوسط    الإكوادور تغلق "ممثلية البوليساريو".. وتطالب الانفصاليين بمغادرة البلاد    المغرب التطواني يُخصص منحة مالية للاعبيه للفوز على اتحاد طنجة    حكيمي لن يغادر حديقة الأمراء    المحكمة توزع 12 سنة سجنا على المتهمين في قضية التحرش بفتاة في طنجة    من العاصمة .. إخفاقات الحكومة وخطاياها    مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"        هذا ما قررته المحكمة في قضية رئيس جهة الشرق بعيوي    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    الغربة والتغريب..    مشروع قانون جديد لحماية التراث في المغرب: تعزيز التشريعات وصون الهوية الثقافية    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار.. وفاء حجي: لشكر ديكتاتور.. دبّر ولايته بالتدليس واستستلم لنزواته وأحقاده
نشر في الأول يوم 12 - 05 - 2017

في هذا الحوار الذي أجراه "الأول"مع القيادية الاتحادية الغاضبة على ادريس لشكر، وفاء حجّي، نتطرق إلى واقع ومستقبل الاتحاد الاشتراكي، وما إن كان الاتحاد قادرًا على لعب أدوار في المستقبل، أم أن الحزب انتهى بعد أن استنفذ أدواره التاريخية. ونقف عند ما ميز ولاية ادريس لشكر على رأس الاتحاد، والصراعات التي انفجرت مؤخرا وسط قيادة الحزب.
ما الذي يجمع بين أعضاء "الحركة التصحيحية" في الاتحاد الاشتراكي؟
نحن أولا وللتصحيح فقط، لسنا حركة تصحيحية ولا تيارا، نحن اعضاء المكتب السياسي للحزب لنا وجهة نظر في كيفية تحضير المؤتمر الوطني العاشر للحزب مختلفة تماما على منهجية خ الكاتب الاول دريس لشكر، وحرصا منا على قوة ووحدة الحزب قررنا اصدر بيان للراي العام الوطني والحزبي موقع من طرف عشرة من اعضاء المكتب السياسي بكل وضوح وشفافية.
لشكر يسير بخطى ثابتة وبقبضة حديدية على التنظيم، نحو المؤتمر العاشر، فما هو أفق حركتكم أنتم؟
جواب: مرة أخرى اشدد اننا لسنا حركة ولا تيارا نحن قيادات حزبية منتخبة في المؤتمر التاسع ونأخد على مسؤوليتنا مصارحة المناضلين، وغايتنا هو تحضير مؤتمر وطني حقيقي يجمع الاتحاديات والاتحاديين ونريد من محطة المؤتمر الوطني تقييم آداءنا الحزبي طيلة الولاية الحالية بكل صدق، ونقد ذاتي فعال وبناء، أملا في ان يخرج مؤتمرنا الوطني وحزبنا قويا، خصوصا بعد النتائج الكارثية الاخيرة التي حصلنا عليها طيلة مسار ومسلسل الانتخابات الاخيرة بكل مستوياتها. هدفنا أن نتناقش في كل القضايا التي تهم حزب الاتحاد الاشتراكي بعيدا عن الكولسة وجبر الخواطر وحتى مساومات قد تقع هنا او هناك بروح أخوية عالية لاخراج حزبنا من المازق الذي هو فيه ولن يكون ذلك الاّ بخطاب جديد وواضح ومتجدد وايضا بتنظيم عصري وديمقراطي بعيدا عن الكولسة و ديكتاتورية التفكير والقرار والتصرف. هذا كل ما يطالب به اي اتحادي في اي موقع كان لان الهدف في البداية والنهاية هو مصالحة الحزب بقواعده الشعبية.
عرف المؤتمر التاسع اختلالات أكبر مما يحصل اليوم. باعتراف عبد الواحد الراضي، رئيس المؤتمر، ما تسبب في انشقاق آخر داخل الحزب قاده الراحل احمد الزايدي واحمد رضا الشامي.. لما لم تعبير أنت عن أي موقف حينها؟
جواب : دعني أقول لك إن هذا تقييمك أنت، وهو مجانب للصواب تماما وسأشرح لك بالتفصيل. أولا ما نعيشه اليوم داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لم يسبق له مثيله في كل تاريخ الحزب وتجاوز كثيرا وكثيرا جدا ما حدث حتى في المؤتمر الاخير، حيث كان هدفنا في المؤتمر التاسع نهضة اتحادية قوية ومع الاسف فشلنا في ذلك، أقول فشلنا كقيادة حزبية بما فيها أنا وباقي الاخوات والاخوان الذين وقعوا البلاغ الاخير. صورة ووضع حزب من حجم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لا تسُر صديقا ولا عدوا ومن العيب والعار ألاّ ينهض الجميع لانقاذ الاتحاد الاشتراكي فكرا وممارسة، نتائجنا الانتخابية في مختلف المحطات خير دليل، ثانيا، مسؤولية الكاتب الاول ادريس لشكر كبيرة وثابتة فيما وصلنا اليه اليوم، تنظيميا واشعاعيا وانتخابيا لأنه أخل بأهم مبدأ اتفقنا عليه الا وهو تجميع الاسرة الاتحادية واحياء التنظيمات الحزبية بشكل فعال وديمقراطي والنتيجة كانت عكسية لان الكاتب الاول ادريس لشكر اختار اسلوبا ديكتاتوريا وفضّل لعبة التحايل على الصدق. نعم لنا جانب من المسؤولية والمسؤولية الاولى تقع على الكاتب الاول الذي فرّق أكثر مما جمّع ودبّر ولايته بالتدليس واستستلم لنزوات شخصية وأحقاده بل طي صفحة الماضي والتحلي بصفات القائد الحزبي . أما عن مواقفي فهي معروف وموثقة في محاضر اجتماعات الاجهزة الحزبية، أنا مسؤولة واحترم مسؤوليتي، ليس ضروريا ان اخرج كل مرة للاعلام للتشهير بالحزب وقياداته في كل اختلاف قد يحصل. موقفي كان الى جانب الاخ الشامي والراحل الزايدي في نطاق دمقرطة وتحديث الحزب وانتقاد طريقة اشتغال وتصرفات الكاتب الاول ادريس لشكر. اذن وبكل موضوعية وصدق اعتبر نفسي منسجمة مع قناعاتي مع الجميع .
لماذا لم تعبري عن موقف كهذا حينها؟
لقد شرحت واجبتك في السؤال السابق. وبالمناسبة أخبرك لقد قضيت في هذا الحزب ما يربو عن 40 سنة وتعودت على الانشقاقات منذ عقود وترسخت لدي قناعة من خلال تجربتي الحزبية هي أن كل انشقاق عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لن يكون في نهاية المطاف الاّ اضعافا للحزب مع كامل الاسف، وأصدقك القول اني اتفهم كثيرا مجموعة من قياداتنا واخواننا الذين غادروا الحزب كرها .
كيف استقبلت انت أن يخص الملك اللقاء الذي نظمه عبد الرحمان اليوسفي خلال خمسينية المهدي بنبركة، برسالة ملكية، وليس الحزب الذي يقوده ادريس لشكر؟
احترامنا للراي العام من قيم حزبنا التي تربينا عليها، واحترامنا لمؤسسات حزبنا وقياداته واجب وضروري، وان كنت منتقدة الكاتب الاول واختلف معه فاني افعل ذلك في اطار الاحترام وفي هذا الباب لن يصدقك احد ان قلت ان مكانة لشكر هي مكانة اليوسفي، لن يصدقك احد. للسي عبد الرحمان مكانة كبيرة وخاصة عند الاتحاديات والاتحاديين وله مكانة دولية ايضا. سي عبد الرحمان قرر من تلقاء نفسه تنظيم حفل بمناسبة مرور 50 سنة على اختطاف واغتيال شهيدنا المهدي بنبركة وكان محاميا عنه وقريبا منه، وهي المبادرة التي استدعى لها شخصيات وطنية ودولية هامة وعلى راسها الاخضر الابراهمي، وكانت القاعة غاصة بالناس وكان الاحساس كبيرا. ثانيا السي عبد الرحمان قرر تنظيم الذكرى قبل المكتب السياسي للحزب وحضر لها على مدى أشهر، وبما انه حفل خاص ومبادرة منه شخصيا فكان طبيعيا ان تحظى باهتمام الراي العام الوطني والدولي، وبالتفاتة جلالة الملك وتشريفه لنا بكلمة القاها نيابة عنه مستشاره من ابرز لحظات اللقاء وجلالة الملك مشكور جدا على مبادرته وفعلا كانت الرسالة الملكية حدثا متميزا في ذكرى خمسينية الشهيد بنبركة أما اللقاء الحزبي فهو طقس تنظيمي روتيني عادي ينظم كل عام، أما مبادرة السي عبد الرحمان فكانت أبعد من ذلك بكثير وعليه فلا مجال للمقارنة بين الحدثين.
سبق لمحمد الأشعري أن اعتبر أن الاتحاد الاشتراكي، استنفذ دوره وشرط وجوده. وأن الحاجة الآن إلى حزب بديل؟
احترم رأي الاخ سي محمد الاشعري، ولكن اختلف معه. حزبنا لم يستنفذ ادواره كاملة بعد، بل هو بديل الغد، نعم هو البديل بأفكاره وقيمه وفعالية تأطيره. لاني شخصيا ومعي آلاف المواطنين لا نعتبر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مجرد يافطات تعلق على جدران بنايات هنا او هناك أو صفحة من التاريخ سرعان ما تطوى لتنسى أو عدد نوابنا في البرلمان أو وزراء في حكومة لا ابدا لا ابدا هذا ليس هو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. حزبنا قيّم و تربية، حزبنا سلوك وتضحية، حزبنا أفكار وحلول، حزبنا صوت ورافعة الحداثة والديمقراطية والتغيير والعدالة الاجتماعية، حزبنا جزء أساسي من تاريخ ومستقبل هذا البلد والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ضمير هذا الوطن بعد تضحيات أجيال و اجيال، فمن الصعوبة بماكان ان تجد بيتا مغربيا لا يوجد فيه من كان يصوت للاتحاد الاشتراكي ويتعاطف معه او كان منخرطا في حزبنا صعب جدا ان تجد ذلك ، لهذا اقول ان هذا الحزب المريض اليوم ملزمة قيادته باحترام هذا الشعور وتحمل المسؤولية واعادة الحزب الى المغاربة واخراجه من حالة الغيبوبة التي يعانيها اليوم. وهذا ممكن جدا اذا قرر الاتحاديون والاتحاديات اجمعين فعل ذلك.
إذا خيرت بين تحالف الاتحاد الاشتراكي مع أحزاب الكتلة+ العدالة والتنمية، أو تحالفه مع أحزاب اليسار: التقدم والاشتراكية وفدرالية اليسار، أو تحالفه مع الأحزاب التي كُنتُم تسمونها بالإدارية+ الأصالة والمعاصرة. ما الذي تختارين؟
الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حزب حسم هويته منذ تأسيسه لعقود خلت ولست أنا من سيغيرها اليوم أو غيري . المهدي بنبركة دفع ثمن حياته اقتناعا منه بالحرية واستقلالية وتحرر الشعوب والنهضة الاقتصادية، عبد الرحيم بوعبيد سخر كل حياته للدفاع عن دولة المؤسسات والحق والقانون والوحدة الترابية ودفع الثمن لاجل ذلك، عمر بنجلون دفع حياته ثمنا وتم اغتياله غدرا وهو يدافع عن المحرومين والمظلومين والطبقة العاملة وحرية الصحافة ومناهضة الفكر الظلامي والرجعي، سي عبد الرحمان اليوسفي اطال الله عمره سار على نهج من سبقوه وحفط الامانة وكان مهووسا بالوحدة الترابية و نقل البلاد الى مصاف نادي الدول الديمقراطية وتعزيز ثقافة حقوق الانسان وإشاعتها في كل المؤسسات والميادين، أنا بنت هذه الدار والمدرسة لن اكون ولن اتحالف الاّ مع قوى اليسار والحداثة والتقدمية والتحرر، لأن في هذا نهضة البلد وازدهاره ووحدته وتماسك. هذه قناعاتي وهدا ما اومن به بالامس واليوم وغدا بكل صدق ووضوح ودون لعب بالمصطلحات والمناورات الكلامية التي يتقنها البعض. ودعني اقولك لك إن الوضوح مدخل اساسي ورئيسي لاعادة الثقة والمصداقية في السياسية والسياسيين في هذا البلد لان الفاعل السياسي والسياسة في هذا البلد وصلت الى الحضيض وهذا فيه خطر كبير على مستقبلنا وبلدنا بحيث أن التحديات الوطنية والجهوية والاقليمية والدولية اصبحت كبيرة جدا ان لم أقل انها خطيرة للغاية .
تعرض الاتحاد اشتراكي ولا يزال لانتقادات كبيرة من مثقفين يساريين وليبراليين ومن فئات واسعة، على الطريقة التي وصل بها حبيب المالكي إلى رئاسة مجلس النواب. ما رأيك أنت؟
هذا الموضوع في تهويل كبير، وكل ما اعرفه أن مثل هده الحالات وقعت بالامس وواقعة حتى اليوم في الكثير من الدول الاكثر منا ديمقراطية.
ما مستقبل حكومة العثماني؟
بالنظر الى تركيبة الحكومة الحالية المتكونة من ستة احزاب وطريقة تشكيلها واختلاف برامجها الانتخابية ووعودها للمواطنين والخلافات بين الاحزاب المشكلة للحكومة وعدد الوزراء وايضا المشاكل الداخلية التي يعيشها حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة وغيرها من الاسباب، فاني أشك أن الحكومة ستنهي ولايتها، أقول أشك وهذا رأي شخصي على كل حال.
ما رأيك في ثلاثة مفاهيم
-التحكم
-الملكية البرلمانية
-المساواة في الإرث ؟
التحكم: المغرب دولة مؤسسات ، وناضلنا كما ناضل غيرنا لكي نصل الى ما نحن عليه اليوم ، وأعرف ان للاحزاب السياسية دور دستوري هام وكل حزب يتحمل مسؤوليته والراي العام في النهاية هو الحكم في المحطات الانتخابية ، اما التحكم فبكل صراحة لم افهم بعد معناه ، ما اعرفه ان هناك احزاب تشتغل بنمطق المؤسسات وتحترم نفسها وارادة مناضليها وتعاقداتها مع الناخبين وهناك احزاب اخرى تختار غير ذلك وهي مسؤولة عن اختياراتها. مصيبتنا اليوم هي الانحطاط الحزبي والفكري الذي وصل الى مستوى يهدد فيه مكتسبات ومسارنا الديمقراطي، لا حياة ديمقراطية ولا تنمية ولا استقرار بدون قيادات حزبية تحترم نفسها أولا ومؤهلة وذات مصداقية. اللجوء دائما الى خطابات تبريرية من قبيل التحكم يفضح أولا ضعف الفاعل الحزبي وهروبه من المسؤولية والدفاع عن مصالح آنية ضيقة وزائلة وليس النضال من أجل مواقف وأفكار وقيم .
الملكية البرلمانية: مطلب ديمقراطي حداثي طالب وناضل حزبنا من اجله ولازالنا نطالب به، ليس من اجل المزايدات كما يدعي البعض بل في اطار سيرورة تطور الدولة المغربية والتي راكمت تجربة ديمقراطية معتبرة .
المساواة في الارث: اشكرك على طرح هذا السؤال، لاننا لاحظنا مؤخرا من يتلاعب بهذه المواضيع الحساسة وحتى المتاجرة بها الى حد تكفير الناس . أنا انظر للموضوع اولا في بعده الاجتماعي، فكثيرا ما نلاحظ وجود ظلم بيّن على النساء وحقوقهن، ثانيا الدين الاسلامي الوسطي المغربي دين معتدل قائم على الاجتهاد، وبما اننا كبلد كنا سباقين في معالجة مدونة الاسرة في اطار امارة المؤمنين وتم تقنين تعدد الزوجات مثلا باجتهاد علماء المغرب فاننا قادرون ايضا وانسجاما مع التحولات الاجتماعية والدولية ان نتطرق الى كل القضايا دون خوف ولا طابوهات في اطار الاجتهاد وهذه واحد من اكبر الخصوصويات المغربية.
انت تمثلين الاتحاد الاشتراكي في الأممية الاشتراكية. فيما يتعلق بقضية الصحراء ، لماذا لا تدافعون عن تصور خاص بكم في العلاقة مع البوليساريو، قائم على المشترك الاشتراكي، بدل تبني الموقف الرسمي القائم على الصراع مع الجبهة. ولماذا ارتبكتم مثلا عندما صوتت شبيبتكم لصالح بوليساريو في مؤتمر اليوزي؟
هذا موضوع مهم شابه الكثير من الالتباس وعدم الفهم وادراك حقائق الاشياء، اولا لن يزايد علينا احد في هذا الموضوع وقد تم اعتقال زعيمنا سي عبد الرحيم بوعبيد و قيادات الحزب بسبب الموقف الثابت والصارم لنا من الدفاع عن صحرائنا شبرا شبرا ، ثانيا لا وجود للبروليزاريو في الاممية الاششتراكية ولا حزب اشتراكي عندهم ولن يكون . الاممية الاشتراكية منظمة دولية مفتوحة امام الاحزاب الاشتراكية والمغرب عضو فاعل فيها وكامل العضوية بل من بين اهم اعضائها ومن تتحدث عنهم ليسوا اعضاء فيها يحضرون بصفة "مشارك" لا اقل ولا اكثر، وهناك فرق كبير جدا بين عضو فاعل كامل العضوية ومشارك، نعم جرى تضخميم الاشياء لاغراض سياسوية للنيل من حزبنا ولكن الحقيقة تعلو ولا يعلى عليها. من حقنا ان نفخر بما نقوم به في المنتظم الدولي والاممية الاشتراكية واجهة مهمة ولنا اصدقاء وبقيمة المغرب وعلاقات حزبنا وسمعته خارجيا وبما راكمه جيل الرواد وقادات حزبنا انتخبت مرتين رئيسة للاممية للنساء، فكيف تقارون بين المغرب كدولة كبيرة وبلد ذي اشعاع دولي وسيادة ومكانته ومصداقيته القوية في الاممية الاشتراكية وبين جماعة من الانفصاليين هذا أمر لا يستقيم حتى من باب المقارنة وبالاحرى النقاش.
لنعد ونختم بما يحدث داخل الحزب. يقال إن ما يجمعكم (أعضاء المكتب السياسي غير المتفقين مع لشكر) هو الغضب والنقمة على ادريس لشكر بسبب عدم استجابته لطموحاتكم الذاتية في الاستوزار؟
نعم انا غاضبة وبقوة من ادريس لشكر ولكن وسجل علي هذا: اتحدى اي كان أن يثبت أني تقدمت بطلب للاستوزار ، أنا محطاش الترشيح ديالي وموضوع الاستوزار لا يعنيني، وفي نفس السياق اقول لكم رجاء لا تبخسو الناس اشياهم. إن لحظة المؤتمر الوطني لحزب من حجم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لحظة بالغة الاهمية ، كما أن الظروف والتحديات التي تواجهنا كبلد بالغة التعقيد والحساسية، وهنا فان النقاش الحقيقي هو حول الفكرة الاتحادية وقيمة الاتحاد كحزب وأطر وإطار في المستقبل. وهنا أوجه نداء صادقا وأخويا الى الجميع بأن هدفنا من تأجيل المؤتمر هو هدف نبيل غايته انضاج وتوفير كل الشروط لنهضة حزبية حقيقة ونرفض اختزال محطة المؤتمر في حسابات عددية وكسب بعض المغانم على حساب القيم والافكار. وعليه فاني ارفض اختزال المعركة المقبلة في الاشخاص وشكليات تنظيمية بقدر ما أدافع عن جوهر المعركة الا وهو ماهي قيمتنا المضافة غدا للعباد والبلاد هذا هو ما يهمني ويشغلني وبالتالي فان المسؤولية اليوم ملقاة على جميع الاتحاديات والاتحاديين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.