هل يقدم الملك محمد السادس على مزيد من الإصلاحات الدينية؟ هذه السؤال ردده أكثر من ملاحظ، بعد استصحاب الملك للباحث المجدد في الفكر الإسلامي، رشيد بن الزين، خلال لقائه الأخير مع الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، فرسوا هولاند. وكان الملك قد ظهر، قبل حوالي سنة من الآن، في يونيو 2016، بأحد المقاهي الفرنسية، وإلى جانبه مجموعة من الكتب يعلوها كتاب رشيد بن الزين " les nouveaux penseurs de l'islam"، الذي يقدم خلاصة أفكار مجموعة من مفكري العالم الإسلامي المجددين والعلمانيين، من أمثال: محمد أركون، وفضل الرحمن، وفريد إسحاق، وعبد المجيد الشرفي. يذكر أن الملك محمد السادس، لم يكن لديه أي اعتراض على دسترة حرية المعتقد في دستور 2011 الذي أشرف عليه مستشاراه عبد اللطيف المنوني ومحمد المعتصم، لولا الاعتراض الشديد لحزب العدالة والتنمية على ذلك. كما أن الملك صرح خلال زيارته مؤخرا لمدغشقر بأن " ملك المغرب هو أمير المؤمنين؛ المؤمنين بجميع الديانات" وهو ما فتح شهية المغاربة المسيحيين للمطالبة بالاعتراف الرسمي بهم والسماح لهم بإنشاء الكنائس والمقابر الخاصة بهم، وتدريس أبنائهم مبادئ المسيحية بدل التربية الإسلامية… فهل يقوم الملك بثورة دينية، على قاعدة ما جاء في خطاب افتتاح الدورة الأولى من السنة الثانية من الولاية التشريعية السابعة للبرلمان في 2003، خلال حديثه عن لجنة مراجعة مدونة الأسرة: "لا يمكنني بصفتي أميرا للمؤمنين، أن أحل ما حرم الله وأحرم ما أحله"؟.