بينما توجه انتقادات كبيرة للأعمال الدرامية المغربية حول جودتها نت حيث كتابة السيناريو وأداء الممثلنين وحجم الانتاج، لكي تنافس الأعمال المصرية والعربية عموما، نجد أن هناك أصواتا تحاول أن تضع قيودا على صناع هذه الأعمال من ممثلين ومخرجين وكتاب سيناريو. وأخر الانتقادات هي التي وجهت إلى الممثلة سلوى زرهان والممثل عبد الإله عاجل، بسبب مشهد جمع بينهما في مسلسل "بنات الحديد"، والغريب أن مشهد "الرقص" الذي أثار حفيظة مجموعة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، هو نفسه يتابعه مئات الآلاف من المغاربة في الدراما المصرية يوميا في شهر رمضان ولا أحد ينتقد هذه الأعمال، بل الكل يشيد بها. وهناك العديد من الأعمال الدرامية المصرية التي يتبعها المغاربة، على القنوات الفضائية والمليئة بمشاهد الخيانة والرقص وقضايا تعتبر من "الطابوهات" مثل مسلسل "صلة الرحم" الذي يعالج موضوع استئجار الأرحام، ولا أحد ينتقد أو يهاجم هذه الأعمال. بل بالعكس يتابعها أغلب المغاربة، ويشيدون بها. لكن عندما يتعلق الأمر بمشهد جريء نوعاً ما في مسلسل مغربي تقوم القيامة ويتم إشهار ورقة "الأخلاق" و"الدين" و"المجتمع" في وجه هؤلاء المبدعين. المشهد الذي قامت القيامة بشأنه، ليس سوى لقطة ظهرت فيها سلوى زرهان، وهي تضع حبة "منشط جنسي" في مشروب عبد الاله عاجل، وتقوم بالرقص. الأكيد أن الابداع عموما والفن خصوصا، كي يتطور لابد له من مجال واسع للحرية وليس لنا أن نضع أمامه مجموعة من الخطوط الحمراء، مثل أن نهاجم ممثلا بسبب تجسيده لدور معلم وتصدر بيانات من أغلب النقابات التعليمية ضده، أو أن نطالب بوقف عمل درامي بسبب لقطة تظهر فيها ممثلة وهي ترقص، أو بسبب أداء دور محام فاسد أو مسؤول إداري أو سياسي. الفن يحتاج إلى الحرية، وإلى معالجة الطابوهات وتجاوز الخطوط الحمراء، وإلا فإنه ليس فنا.