تم انتخاب خافيير ميلي، الأحد، رئيسا جديدا للأرجنتين، وفقا للنتائج المؤقتة التي كشفت عنها الغرفة الانتخابية الوطنية. وبعد فرز 98ر89 بالمائة من الأصوات حصل خافيير ميلي على 55,89 بالمائة من الأصوات مقابل 44,10 بالمائة لمنافسه سيرخيو ماسا. واعترف ماسا، مرشح الأغلبية المنتهية ولايتها (يسار الوسط)، على الفور بالهزيمة وأعلن انسحابه من الحياة السياسية. وسيخلف خافيير ميلي الرئيس المنتهية ولايته ألبرتو فرنانديز اعتبار ا من 10 دجنبر لولاية رئاسية مدتها أربع سنوات (2023-2027). وأفادت الغرفة الوطنية للانتخابات بأن نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بلغت 76 بالمائة، أي أقل بقليل من النسبة المسجلة في الجولة الأولى. وأشاد الأمين العام للرئاسة الأرجنتينية، خوليو فيتوبيو، بأجواء الشفافية التي جرت فيها عملية التصويت يوم الأحد. وحَدّد التضخم وهو من أعلى المعدلات في العالم (143% خلال عام) والفقر الذي طال 40% من السكان رغم برامج الرعاية الاجتماعية، والديون المستعصية وتراجع قيمة العملة، معالم دورة الاقتراع التي يأمل الأرجنتينيون بأن تخرجهم من الأزمة الاقتصادية. وبدت خطط إنعاش ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية متضاربة جدا. فمن ناحية، ماسا (51 عاما) سياسي محنك تولى حقيبة الاقتصاد لمدة 16 شهراً في حكومة يسار الوسط التي نأى بنفسه عنها. وقد وعد بتشكيل "حكومة وحدة وطنية" وإصلاح اقتصادي تدريجي، مع الحفاظ على الرعاية الاجتماعية التي تعتبر أساسية في الأرجنتين. أما ميلي (53 عاما)، فهو اقتصادي يصف نفسه بأنه "رأسمالي فوضوي"، وأثار الجدل في مداخلاته التلفزيونية ودخل المعترك السياسي قبل عامين. وتعهد هذا الليبرالي التخلص من "الطبقة الطفيلية" و"تقليم الدولة المعادية" ودولرة الاقتصاد. وأتى التنافس بين هذين المرشحين فيما ينتقل الأرجنتينيون "من أزمة إلى أخرى، وباتوا على شفير الانهيار النفسي"، وفق المحللة آنا إيباراغيري. وتشهد البلاد ارتفاعاً في الأسعار من شهر لآخر، وحتى من أسبوع لآخر، في حين انخفضت الأجور، بما في ذلك الحد الأدنى للرواتب، إلى 146 ألف بيزو (400 دولار). ووصلت الإيجارات إلى مستويات باتت بعيدة عن متناول كثيرين، وتلجأ ربّات الأسر إلى المقايضة للحصول على ما يحتجن إليه، على غرار ما حدث بعد الأزمة الاقتصادية الحادة عام 2001. وأظهرت دراسة أجرتها جامعة بوينوس آيرس في وقت سابق هذا العام، أن 68% من الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً مستعدون للهجرة إذا سنحت لهم الفرصة.