أفاد بيان صادر عن مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الرئيس قرر الإثنين "وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي… والاستمرار في وقف التنسيق الأمني". جاء ذلك بعد أن شنت القوات الإسرائيلية عملية عسكرية ضخمة على مدينة جنين في الضفة الغربية. وصدر القرار بعد عقد عباس اجتماعا مع قيادات أخرى في السلطة الفلسطينية. وسبق أن علق الرئيس الفلسطيني التنسيق الأمني مع إسرائيل موقتا عدة مرات بالتزامن مع موجات عنف سابقة. وقتل الجيش الإسرائيلي الإثنين تسعة فلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ثمانية منهم في مخيم جنين حيث ينفذ عملية توغل هي الأوسع منذ نحو 20 عاما وتخللها قصف جوي بطائرات مسيّرة. وتشن إسرائيل العملية الواسعة التي أعلنت عنها في وقت مبكر الإثنين بعد أسبوعين من عملية كبيرة أخرى استهدفت مخيم جنين وتخللها قصف بالطيران المروحي للمرة الأولى منذ سنوات. وبينت هويات القتلى الثمانية في مخيم جنين أن ثلاثة منهم لا تتعدى أعمارهم 17 عاما، والبقية ما بين 18 و23 عاما، من ضمنهم قتيل في مدينة البيرة أصيب خلال مظاهرة تضامنا مع جنين. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن القوات الإسرائيلية تضرب "بقوة كبيرة" منطقة جنين. وصارت مدينة جنين ومخيم اللاجئين المجاور لها مسرحا للمواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي كثفت في الأشهر الماضية عملياتها في شمال الضفة الغربيةالمحتلة مع تزايد العمليات المسلحة التي تستهدف إسرائيليين ومعها هجمات يشنها مستوطنون على فلسطينيين وأملاكهم ومزروعاتهم. في المقابل، قالت وزارة الخارجية الأمريكية الإثنين إنه من الضروري اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لمنع إزهاق أرواح المدنيين بعد أن ضربت القوات الإسرائيلية مدينة جنين بطائرات مسيرة في واحدة من أكبر العمليات في الضفة الغربية منذ 20 عاما. وقال متحدث باسم الوزارة "من الضروري اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لمنع إزهاق أرواح المدنيين". وأكد التصريحات السابقة للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض التي قال فيها "ندعم أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن شعبها في مواجهة حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين وجماعات إرهابية أخرى".