تدور اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، في عدة مواقع في العاصمة الخرطوم وأماكن أخرى في البلاد. وبحسب التقارير، فقد هاجم الطيران الحربي قواعد تابعة لقوات الدعم السريع. كما سُمع دوي إطلاق نار وانفجارات في الخرطوم، بعد أيام من التوتر بين قوات "الدعم السريع" والجيش النظامي. ويتركز الخلاف بين الجانبين حول عملية الانتقال إلى حكم مدني. وتدور مواجهات أيضا بالقرب من القصر الرئاسي. وتظهر مقاطع فيديو الدخان الأسود في سماء العاصمة. وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن دوي إطلاق نار سُمع بالقرب من مقر قيادة الجيش في وسط الخرطوم. وقالت قوات الدعم السريع التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو – المعروف باسم حميدتي – إنها سيطرت على المطار والقصر الرئاسي. ولكن لم يتسن التأكد من صحة هذه المزاعم. وكانت قوات الدعم السريع قد قالت، في وقت سابق، إن أحد معسكراتها في جنوبالخرطوم تعرض للهجوم. من جهته، قال الجيش إن مقاتلي قوات الدعم السريع يحاولون الاستيلاء على مقار الجيش. ونقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث باسم الجيش السوداني العميد، نبيل عبد الله، قوله إن "مقاتلين من قوات الدعم السريع هاجموا عدة معسكرات للجيش في الخرطوم، وأماكن أخرى في أنحاء السودان". وأضاف أن "الاشتباكات مستمرة، والجيش يقوم بواجبه في حماية البلاد". كما نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم إن إطلاق نار وقع في مدينة مروي الشمالية. وتعمل قوات الدعم السريع تحت قيادة حميدتي، نائب رئيس مجلس السيادة، بينما يقود الفريق أول عبد الفتاح البرهان الجيش ويتولى منصب رئيس مجلس السيادة. وتعثرت الخطوة المقترحة لتشكيل حكومة بقيادة مدنية بسبب الجدول الزمني لدمج قوات الدعم السريع في الجيش الوطني. وأرادت قوات الدعم السريع تأجيل الخطوة لمدة 10 سنوات، لكن الجيش قال إن ذلك يجب أن يحدث في غضون عامين. ونشرت قوات الدعم السريع قوات قرب القاعدة العسكرية في مروي الخميس، مع تصاعد التوترات هذا الأسبوع. وقال البرهان إنه مستعد للتحدث حميدتي، لحل الخلاف حول من سيقود جيشا موحدا في حكومة مدنية مقترحة. وحثت القوى الغربية والزعماء الإقليميون الجانبين على تهدئة التوترات، والعودة إلى المحادثات الهادفة إلى استعادة الحكم المدني. وكانت هناك مؤشرات يوم الجمعة على أن الوضع سيُحل. وقال السفير الأمريكي في الخرطوم، جون غودفري، في تغريدة على تويتر: "أناشد كبار القادة العسكريين لوقف القتال على وجه السرعة". وفي وصفه للوضع في المدينة، قال إنه "استيقظ على الأصوات المزعجة للغاية من إطلاق النار والقتال. أنا الآن أحتمي في مكان مع فريق السفارة، كما يفعل السودانيون في جميع أنحاء الخرطوم وأماكن أخرى". كما أعربت السفارة الروسية في الخرطوم عن قلقها من "تصاعد العنف" وحثت على وقف إطلاق النار، حسب ما نقلته رويترز. وأوصت سفارة المملكة المغربية بالخرطوم أفراد الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد، حفاظا على أمنهم وسلامتهم، بتوخي الحيطة والحذر واجتناب التواجد في المناطق التي تعرف أي نوع من أنواع الاشتباكات. كما طالبت السفارة، في بلاغ لها اليوم السبت، أفراد الجالية بعدم مغادرة المنازل في الوقت الراهن؛ والالتزام بالتوجيهات الصادرة عن السلطات السودانية المختصة وعدم مخالفتها.