في كلّ مرة يخرج فيها وزير العدل والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في خرجة إعلامية، إلاّ ويطلق على نفسه وعلى الحكومة التي يعتبر أحد قياداتها الثلاثة النار، آخرها عندما ضرب بعرض الحائط كلّ شعارات الحكومة الحالية في إعادة الاعتبار للتعليم العمومي، ومبدأ تكافؤ الفرص الذي شنفت بها الحكومة أذان المغاربة منذ تشكيلها وخلال جميع مراحل تنزيل برنامجها الحكومي. هذه المرّة تفاخر الوزير وهبي أمام عدسات "الكاميرات" بأنه "لباس عليه" لهذا السبب فقد دفع إبنه للدراسة في الخارج بدولة كندا ومكنه من نيل إجازتين، فكيف تريد الحكومة الحالية أن يقتنع المواطن المغربي البسيط بجدوى التعليم العمومي وواحد من أضلعها الثلاثة ووزير فيها يقول مثل هذا الكلام الذي يؤكد على أن "التعليم في المغرب لا جدوى منه مما دفعه لإرسال إبنه إلى كندا من أجل الدراسة" حسب تعبيره. الزلّة الثانية للوزير "البامي"، هي عندما قال ب"الفم المليان" متحدثاً عن إبنه "ولدي عندو 2 إجازات.. باه لاباس عليه وقراه في الخارج"، ولنسطرّ على "باه لباس" عليه، أيّ أن أغلب المغاربة من البسطاء الذين يكدون يومياً من أجل تدريس أبنائهم في المدرسة العمومية وسط ظروف المعيشة القاسية ليس لهم أمل في أن ينال أبنائهم تعليماً جيداً ببساطة لأنهم ليسوا أغنياء مثل وهبي. تصريحات وهبي التي تفوه بها خطيرة ولايعرف الرأي العام ماذا سيقول وهبي في المستقبل حتّى تتم إقالته لأنه قال كلّ شيء يجعله خارج الحكومة، وإذا حسبنا عدد زلاّته المتتالية سنجدها حتماً أكثر بكثير مما يعتبرها إنجازات.