عمر شليح (و م ع) يشكل كأس السوبر الإفريقي لكرة القدم (دورة 2022) نهائيا قاريا بنكهة مغربية خالصة حيث يجمع ،يوم السبت المقبل بالرباط، بين نادي الوداد الرياضي بطل عصبة الأبطال ونادي نهضة بركان الفائز بكأس الكونفدرالية الإفريقية، لأول مرة في تاريخ كرة القدم المغربية. وضرب الفريقان المغربيان موعدا على أرضية ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، لحسم لقب كأس السوبر الأفريقي، عقب تتويج الوداد بلقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه على حساب الأهلي المصري (2-0)، وتحقيق نهضة بركان لقب الكونفدرالية للمرة الثانية في تاريخه بفوزه على أورلاندو بيراتس الجنوب أفريقي بالضربات الترجيحية(54)، بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لمثله في نيجيريا. وبرأي المتتبعين لمسار الفريقين، فمباراة السوبر الإفريقي لن تكون سهلة بالنسبة للطرفين وتبقى حظوظهما للظفر باللقب متساوية، خاصة وأنهما يعرفان بعضهما البعض إذ سبق أن تقابلا في عدة مناسبات سواء على مستوى البطولة الوطنية الإحترافية أو كأس العرش، وهي المعطيات أيضا التي تزيد من صعوبة هذه المواجهة التي غالبا ما تربح و لا تلعب. والواقع أن مباريات من مستوى الكأس القارية هاته غالبا ما تحسمها جزئيات بسيطة، و تحكمها الخطط التكتيكية لمدربي الفريقين من خلال اعتماد النهج الأنسب لخلق التفوق واستغلال أنصاف الفرص لتحقيق التفوق، مع احترام إمكانيات الخصم. ويطمح فريق الوداد بقيادة مدربه القديم الجديد ،حسين عموتة، إلى التتويج بلقب السوبر الإفريقي للمرة الثانية، بعدما حقق ذلك لأول مرة سنة 2017، عقب فوزه على بطل الكونفدرالية ،نادي تي بي مازيمبي الكونغولي بهدف نظيف، فيما لم يسبق لنهضة بركان أن توج بطلا للمسابقة، حيث خسر النهائي الوحيد الذي لعبه ضد الأهلي سنة 2021 بهدفين نظيفين. وكان عموتة، أبدى في تصريحات صحفية عقب المباراة التي جمعت فريقه الإثنين الماضي بضيفه الدفاع الحسني الجديدي (3-1) برسم الدورة الثانية من البطولة الوطنية الاحترافية، تفاؤله الكبير بتتويج فريقه بلقب السوبر الإفريقي، مبرزا أن مباراة السوبر ستقرب الفريق الأحمر من الجاهزية الكاملة وبشكل كبير. كما أعرب عن اعتزازه ببلوغ فريقين مغربيين نهائي كأس السوبر الإفريقي "نهنئ أنفسنا لأن السوبر الإفريقي سيجمع بين فريقين مغربيين الوداد ونهضة بركان ،ومهما تكون هوية الفريق المتوج باللقب ستبقى الكأس مغربية". واعتبر مدرب نهضة بركان ،عبد الحق بنشيخة، من جهته في تصريحات بعد لقاء فريقه الأخير ضد فريق الجيش الملكي (1-1) برسم الدورة ذاتها، أن نهائي كأس السوبر الإفريقي "سيكون مفتوحا على كافة الاحتمالات بين الفريقين، هو لقاء نهائي بحظوظ متكافئة، نحترم فريق الوداد ونكن له ولأنصاره تقديرا كبيرا، لكن بالمقابل نملك بدورنا الحافز والطموح للظفر بهذا اللقب والعودة بالكأس إلى مدينة بركان". و شدد على أن "في مثل هذه النهائيات يصعب التخمين أوالتكهن بنتيجتها، ولو أنني أرى أن الفرص متكافئة والفريق الذي سيكون أكثر هدوء ويجيد التعامل ذهنيا قبل وأثناء المباراة سيكون الأوفر حظا للتتويج بالكأس". وخلص بنشيخة "كان لزاما أن نخرج من مباراة الجيش بأقل خسارة ممكنة، وألا نتعرض لإصابات في صفوفنا، حاليا سنحاول الرفع من وتيرة التحضير لهذا النهائي بما يليق به وبانتظارات مسؤولي وجماهير النادي". والأكيد أن الفرجة ستكون أيضا حاضرة في المدرجات التي ستتنوع ألوانها بين الأحمر الودادي و البرتقالي البركاني لتزف عريسي الكرة المغربية و الإفريقية أمام الجماهير ،التي ستملأ جنبات ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط ، في مواجهة تعكس التوهج الذي تشهده المستديرة الوطنية وتألق أنديتها التي بسطت سيطرتها قاريا خلال العشرية الأخيرة في مختلف المسابقات. وسواء توج الوداد الرياضي أو نهضة بركان بهذا اللقب القاري، فإن هذه الكأس ستعزز خزانة وسجل كرة القدم من الألقاب الإفريقية. يذكر أن لجنة الحكام بالكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، عينت الحكم الجزائري مصطفى غربال، لقيادة مباراة السوبر الإفريقي بمساعدة كل من عبد الحق إيتشعلي مساعدا أولا، ومقران قوراري كمساعد ثاني، فيما أنيطت مهمة الحكم الرابع لابن براهيم لحلو ، فيما تم تكليف البوروندي ندابيها بمراقبة المباراة. أما طاقم حكام الفيديو المساعد "الفار"،فسيتألف من الموريتاني دحان بيدا، والسنغالي الحاج ماليك.