في خروج غريب، وكأن حزب "البام" يتواجد في المعارضة وليس في الحكومة، أصدر المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، بلاغا عقب اجتماع له، ترأسه نائب الأمين العام، سمير كودار، (وليس عبد اللطيف وهبي الأمين العام للحزب في محاولة للاختباء وراء مبرر أنه لم يكن حاضرا في الاجتماع)، يدعو من خلاله إلى اجتماع عاجل للأغلبية الحكومية لمناقشة أزمة "أسعار المحروقات" و"القدرة الشرائية للمغاربة". ووصف المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، الحملات المطالبة بالخفض من الأسعار، والتي في نفس الوقت ترفع "هاشتاغ" إرحل، في وجه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بأنها " عبرت بشكل حضاري عن تضررها من ارتفاع الأسعار". وجاء في بلاغ المكتب السياسي أن التقرير الذي قدمته لجنة اليقظة الاقتصادية خلال الاجتماع، "تضمن الإشارة إلى مختلف جوانب الصعوبات التي يعرفها الوضع الاقتصادي والاجتماعي الوطني، والاطلاع على بعض الاقتراحات العملية للتخفيف من حدة الأزمة؛ وفي انتظار تعميق النقاش حول نص تقرير لجنة اليقظة الاقتصادية بالحزب، دعا المكتب السياسي قيادة الأغلبية الحكومية للاجتماع بشكل عاجل لتدارس الصعوبات التي تعرفها القدرة الشرائية". وفي نفس السياق اعتبرت مصادر مطلعة ل"الأول"، أن "ما يقوم به البام يدخل في نطاق تشديد الخناق على أخنوش وحزب الأحرار الذي يواجه أياماً عصيبة، والظهور بمظهر المعارض من داخل الحكومة، وهو نفس الشيء الذي كان ينتقده قادة البام نفسهم في مرحلة قيادة البيجيدي للأغلبية الحكومية السابقة". وأضافت ذات المصادر أن "الأغلبية الحكومية تعقد اجتماعاتها بشكل دوري، ويدعو لهذه الاجتماعات أخنوش، لكن أن يتم إصدار بلاغ من أحد الأحزاب الثلاثة المشكلة للتحالف الحكومي بهذه الطريقة، فإن الأمر يثير الشكوك حول النوايا الحقيقية للأصالة والمعاصرة، وإذا ما كان يحاول زعزعة الاستقرار داخل الأغلبية من الداخل". وتابعت ذات المصادر: "ما يزيد الأمر يقيناً هو أن بعض القيادات في البام سارعت إلى نشر مقاطع من البلاغ على مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من التبرأ من السياسة التي تتخذها الحكومة بخصوص المحروقات"، أيضاً، حسب المصادر" وهبي غاب عن اجتماع المكتب السياسي خصوصاً وأنه اجتماع أصدر بلاغا بقرارات مهمة، فهل أراد أن يرفع عنه الحرج ويوحي لحليفه في الأحرار أن هناك ضغوطا تواجهه داخل الحزب تطرح فكّ الارتباط مع الأحرار أم ماذا؟".