اندلعت نهاية الأسبوع المنصرم، مواجهات عنيفة بين السلاليين المحتجين وعناصر القوات العمومية التي نزلت بكل ثقلها لحماية مئات الهكتارات من الأراضي الغابوية بدائرة سوق أربعاء الغرب التي أضحت تحت تصرف ادريس الراضي المستشار البرلماني، ونائب الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، الذي يطالبونه باسترجاع غاباتهم وأراضيهم التي فوتت له في ظروف يعتبرونها مشبوهة وإعادة النظر في تشكيلة النواب الذين يمثلونهم. وهو ما خلف عدة إصابات وخسائر مادية جسيمة، بينها تهشيم زجاج سيارة مسؤول في السلطة بعد محاصرتها من طرف المتظاهرين الذين كانوا في حالة غضب شديد. وانطلقت مسيرة حاشدة بدوار »أولاد جلال« جماعة بني مالك دائرة سوق أربعاء الغرب، شارك فيها سلاليون شباب وشيوخ وأطفال إضافة إلى النساء السلاليات، للتنديد بما وصفوه بالاستغلال الوحشي الذي تتعرض له الثروة الغابوية في الجماعة، وطالبوا وزارة الداخلية بمحاكمة رموز النهب والفساد في المنطقة، ورحيل نوابهم السلاليين، وحياد السلطة المحلية. ورفض السلاليون تعليمات كبار المسؤولين بالتوقف عن الاحتجاج، وشرعوا في رشق القوات العمومية بوابل من الحجارة، وهو ما دفع فرق التدخل إلى التراجع، لاسيما بعد تزايد أعداد السلاليين الغاضبين الذين أصروا على مواصلة شكلهم النضالي مرددين شعارات مناوئة للمستشار البرلماني ادريس الراضي. ولم يسبق للمنطقة أن شهدت مثل هذه الاحتجاجات الصاخبة، وقال أحد المتظاهرين "إن الإحساس بالظلم والحكرة حرر الآلاف من السلاليين والسلاليات من شبح الخوف والرعب والترهيب الذي ظل يجثم على أنفاسهم لعقود طويلة رغم تنديدهم في مرات عديدة بأوضاع الفقر المدقع الذي يرزحون تحته ومعاناتهم من تهميش فظيع وإقصاء ممنهج يفوق كل التصورات". وشوهدت العشرات من النساء يتقدمن هذه المسيرة، مصحوبات بأبنائهن الصغار، ويرددن، هن أيضا، الهتافات المناهضة لنهب ثروات الجماعة، من أراضي وغابات، حيث تعالت الأصوات التي تدعو الدولة إلى التدخل لوقف عملية الاستنزاف المتواصلة التي تتعرض له خيرات المنطقة، مشيرة، أن ما يقارب 400 هكتارا من الغابات في ملكية الجماعة السلالية لا يعلمن مصيرها ووضعها الحالي والطريقة التي فوتت بها. وخرجت الأوضاع الأمنية عن السيطرة، بعد أن حاولت القوات العمومية اعتقال بعض المحتجين، لتندلع اشتباكات عنيفة بين الجانبين. وتوعد المتظاهرون كل من حاول اجتثاث أشجار غابتهم دون المرور من سمسرة شفافة بأوخم العواقب في حالة الشروع في الاشتغال، مشددين على ضرورة تسوية هذا الملف وفق الشكل الذي لا يعرض مدخرات السلاليين للنهب والتخريب من طرف جهات لها نفوذ سياسي ومالي في المنطقة. وقد فشلت كل المساعي التي قادها مجموعة من الوسطاء والسماسرة، إلى حد الآن، لإخماد ثورة المئات من السلاليين.