انتقلت “المعركة” بين حكيم بنشماش، والقيادات المعارضة له داخل حزب الأصالة والمعاصرة، إلى أقصى مراحلها بعد التطورات الأخيرة، فبينما يحاول بنشماش، الذي يعتبر أن كل المبادرات ضده “فاقدة للشرعية”، استخدام سلطته كأمين العام ل”فرض النظام”، و”التحكم في دواليب الحزب وأجهزته”، عن طريق إصدار قرارات تأديبية ضد معارضيه، يسعى هؤلاء إلى إخراج الصراع إلى العلن وإعلان “التمرد” على بنشماش ورفض بقائه في قيادة الحزب، الذي كان إلى وقت قريب يوصف بأنه “حزب الدولة”، والسبب أنه “أساء في تدبيره للحزب”، بالإضافة إلى “إنقلابه على اتفاق 5 يناير”، وهو تاريخ الإجتماع الذي أنتج توافقا بين الطرفين المتصارعين. وعاد حكيم بنشماش الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، اليوم الأربعاء، لإصدار قرارات أخرى في حق معارضيه، بعد قرار “سحب التفويض ” من رئيس المكتب الفيدرالي محمد الحموتي، وإحالته هو وسمير كودار على لجنة الأخلاقيات، حيث قرر تجريد خمس قياديين من عضويتهم بالمكتب الفيدرالي كان قد عينهم الحموتي. وجاء في بلاغ بنشماش، الذي نشره الموقع الرسمي ل”البام” أنه “سبق للسيد رئيس المكتب الفيدرالي السابق محمد الحموتي، المعين بموجب تفويض من الأمين العام، أن عين عددا من الأعضاء لعضوية المكتب الفيدرالي دون استشارة أو طلب رأي الأمين العام، وتمتيعهم بالعضوية في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب. وهو ما يعتبر تطاولا على اختصاصات الأمين العام الواردة في مقتضيات المادة 42 من النظام الأساسي، والتي تعطي للأمين العام حق تعيين 26 عضوا ضمن تركيبة المكتب الفيدرالي”. وتابع البلاغ الصادر عن ينشماش، “وحيث أن هذه الممارسة تتنافى مع مقتضيات القوانين التنظيمية للحزب، وتضرب واجب المسؤولية والثقة، وقواعد الشرعية المؤسساتية والأخلاقية، فإن الأمين العام قرر تجريد كل الأعضاء الذين ثبت من بينهم القيام بأفعال، أو ممارسات مخلة بسمعة الحزب ومصداقيته، وإحالة ملفاتهم على لجنة التحكيم والأخلاقيات بناء على مقتضيات المادة 59 من النظام الداخلي. ويتعلق الأمر بجمال هاشم، سرحان لحرش، هشام عيروض، فتاح أخياط، حميد نهري”. ومن جهة أخرى يستعد معارضو بنشماش، حسب مصادر “الأول” ل”تنظيم ندوة صحفية في غضون 48 ساعة القادمة حيث من المتوقع أن يعلنوا فيها عن الخطوات المقبلة التي ينوون القيام بها لعزل بنشماش”. معارضو بنشماش الذين يقودهم كل من أحمد أخشيشن، ومحمد الحموتي، “عازمون حسب ذات المصادر على الحسم مع بنشماش والموالين له وتنحيتهم من قيادة الحزب”، خصوصاً أنهم يعتبرون أن “خطوة سحب التفويض من الحموتي وكل الخطوات التي أعقبتها هي إنقلاب على اتفاق 05 يناير”.