يبدو أن الملاحظات التي وجّهها رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، لنبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بخصوص الخرجات الأخيرة لهذا الأخير المنتقدة لمكونات الائتلاف الحكومي والمهدّدة بالخروج من الحكومة، قد وجدت تفاعلا من لدن هذا الأخير؛ إذ على غير عادته، خفف التقدم والاشتراكية من حدة انتقاداته للحكومة التي يعد أحد أطرافها. وقال “الكتاب” في بلاغ أعقب اجتماع مكتبه السياسي أول أمس الثلاثاء، إنه “وهو يستحضر التزامَ حزب التقدم والاشتراكية ببرنامج الحكومة وبميثاق أغلبيتها التي هو جزء منها”، فإنه، يضيف البلاغ، “يؤكد من موقعه على مواصلةِ حرصه المسؤول والجدي على الإسهام في الدفع بعجلة الإصلاح والإنجاز نحو أقصى الدرجات الممكنة”. وكان رئيس الحكومة قد صرح، مساء أمس الأربعاء في لقاء صحافي عقده بمقر إقامته بحي الأميرات بالرباط، بأنه اتصل بنبيل بنعبد الله وناقشه في موضوع خرجاته المتواصلة التي لوح من خلالها بإمكانية الانسحاب من الحكومة. وسجّل “الرفاق” ما وصفوه، إيجابا، ب”المجهودات الإصلاحية التي تواصلُ الحكومة الحالية الاجتهادَ في بذلها على أكثر من صعيد”، مشددا على أن “الأوضاع المتسمة بتصاعد الطلب الاجتماعي وتعاظم انتظارات المواطنات والمواطنين، وبحالة القلق السائد في أوساط مجتمعية مختلفة، وبِضُعف الثقة في المؤسسات، وبتعمُّقِ التفاوتات الطبقية والمجالية، إنما هي أوضاع يُمْكِنُ تجاوزُهَا من خلال الحرص على تثمين وحَمْلِ رصيد المجهودات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية بمقاربةٍ سياسية مُؤَطِّرَة ومُعَبِئَة من شأنها الإسهامُ في ضخ نَفَسٍ ديموقراطي جديد”. إلى ذلك، دعا التقدم والاشتراكية إلى الانكباب على الرفع من وتيرة العمل الحكومي لمواجهة النقائص المسجلة على الصعيد الاجتماعي والتصدي لمظاهر الفقر والهشاشة وإقرار العدالة الاجتماعية والمجالية، وإرجاع الثقة للمقاولة الوطنية وبث نَفَسٍ جديد في الفضاء الاقتصادي والاستثمار الوطني، دون إغفال أهمية ما يكتسيه ترشيدُ حكامة التنسيق السياسي بين مكونات الأغلبية والتركيزُ على الإصلاحات الكبرى والتدابير الأولوية التي من شأنها التأثيرُ بشكل إيجابي ومباشر على معيشِ أوسع الفئات والشرائح المجتمعية.