في زمن تنامي الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية وانتشار التطرف العنيف، تسطو على الساحة الفكرية والثقافية والفنية بين الفينة والأخرى مبادرات لتعزيز قيم الحوار بين الحضارات ومبادئ التعايش السلمي بين الأديان. و0خر ما سيقدم في هذا المجال هو الشريط الوثائقي “أجراس تومليلين” الذي سيتم عرضه يوم 19 أبريل الجاري على الساعة الرابعة زوالا بقاعة العروض بالمكتبة الوطنية بالرباط. هذا الشريط الوثائقي، بحسب مخرجه حميد درويش، يروم المساهمة في حفظ الهوية الجماعية وترقية الموروث الثقافي المادي واللامادي ل “دير تومليلين” الذي تم تشييده من قبل 19 راهبا فرنسيا بضواحي مدينة أزرو بالأطلس المتوسط وشكل ما بين 1952 و 1968 صرحا ثقافيا واجتماعيا وإنسانيا رفيعا جسد أسمى معاني التعايش والتضامن بين مختلف المكونات الدينية والثقافية والاجتماعية المتنوعة في مرحلة تاريخية كان فيها المغرب ينعتق تدريجيا من أغلال الإستعمار الفرنسي ويرسي أسس الدولة الوطنية المستقلة والموحدة. “أجراس تومليلين” شريط وثائقي يعيد تركيب لحظات من التاريخ كان فيها المغرب نموذجا لبلد يسعى لترسيخ قيم ومبادئ التفاهم الديني وحوار الحضارات. لكنه أيضا يكشف عن ملابسات إغلاق هذا الصرح الثقافي والاجتماعي بعدما وجهت أصوات محسوبة على”الحركة الوطنية”، وتحديدا بعض قيادات حزب الإستقلال، إتهامات لرهبان تومليلين بالسعي لتنصير ساكنة الأطلس المتوسط وبالتواطئ مع قيادات يسارية من الإتحاد الوطني للقوات الشعبية لنشر الأفكار التنويرية الثورية، وهو ما جعل الجنرال محمد أوفقير يصدر قرارا بإغلاق الدير نهائيا سنة 1968 لتنتهي بذلك واحدة من منارات التسامح والتعايش الديني التي كان يزخر بها المغرب. لقاء في في دير تومليلين سنة 1956