بعد شبكات التواصل الاجتماعي والرسائل النصية، أعلنت سلطات الكونغو الديموقراطية لوكالة فرانس برس أنها قطعت بث إذاعة فرنسا الدولية وسحبت اعتماد مراسلتها في البلاد التي تنتظر نتائج الانتخابات الرئاسية التي يفترض أن تعلن الأحد على أبعد حد. وقال الناطق باسم السلطات لامبير مندي لوكالة فرانس برس إن “إشارة بث إذاعة فرنسا الدولية (ار اف اي) قطعت في كل مدن الكونغو”. وأضاف ” لا نريد ان نسمح لمحطة بصب الزيت على النار، فيما ننتظر النتائج الموقتة”. وتأتي هذه التدابير في فترة دقيقة من العملية الانتخابية في الكونغو الديموقراطية، بين الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد واعلان نتائجها الموقتة في موعد اقصاه السادس من يناير. ويتعلق الرهان بخليفة جوزف كابيلا أول رئيس كونغولي يتخلى عن السلطة تحت ضغط الدستور منذ استقلال البلاد. والمرشحون الثلاثة الأقرب إلى الفوز هم مرشح السلطة ايمانويل رامازاني شاداري والمعارضان فيليكس تشيسيكيدي ومارتن فايولو. وتغطي إذاعة فرنسا الدولية على نطاق واسع الانتخابات في جمهورية الكونغو الديموقراطية. وهي مسموعة جدا في أكبر بلد في العالم يعتمد الفرنسية لغة رسمية (حوالى 80 مليون نسمة). وتشير الإذاعة إلى استطلاع للرأي أجراه معهد “افريسكوب/تي ان اس سوفريس” يؤكد أن نسبة مستعميها تبلغ 40 بالمئة من الكونغوليين. وحرمت مراسلة إذاعة فرنسا الدولية من اعتمادها بقرار من السلطات الكونغولية. وأخذ مندي على إذاعة فرنسا الدولية “إعلانها النتائج والاتجاهات بينما رئيس اللجنة الوطنية الانتخابية المستقلة وحده يستطيع إعلان النتائج والاتجاهات”. واضاف “انها بالتالي نتائج مغلوطة لتحضير الاحتجاجات العقيمة”. وقالت ادارة الإذاعة في بيان إنها “تأسف لسحب الاعتماد من مراسلتها في كينشاسا فلورنس موريس التي لم تمارس إلا عملها بصفتها صحافية محترفة”. وشددت الإذاعة على أنها “لم تبث أي نتيجة” للانتخابات الرئاسية والتشريعية والاقليمية، مؤكدة أنها “تدعم بشكل كامل مراسلتها فلورنس موريس وتطلب الغاء تدبير سحب الاعتماد وإعادة اصداره”. وقال مندي لفرانس برس إن السلطات “تسلمت حججا تطرحها إذاعة فرنسا الدولية سنبحثها في اطار لجنة. سنستمع الى حجج إذاعة فرنسا الدولية وإذا كانت تستحق فسنرد عليها بصورة ايجابية، واذا كانت لا تستحق، فسنتمسك بالتدبير، نحن دولة قانون”. وكان بث الإذاعة قطع في جمهورية الكونغو الديموقراطية لعدة أشهر حتى غشت 2017. ومنذ الإثنين غداة الاقتراع، طلبت السلطات من الشركات المشغلة قطع الانترنت لتجنب “انتفاضة شعبية”، كما قال مستشار للرئيس كابيلا. وقال هذا المستشار الدبلوماسي بارنابي كيكايا بين كاروبي “هناك أشخاص يسممون السكان بأرقام كاذبة تتعلق بالانتخابات”. لكن المسؤول نفسه الناطق باسم التحالف الحاكم في البلاد “الجبهة المشتركة للكونغو” صرح الأربعاء أن هذا التحالف “طلب من السلطات المختصة إبداء مرونة عبر إعادة هذا الدعم المهم للاتصال في جميع أنحاء البلاد”. وقال إن “هذا القطع يضر بأمور عديدة بينها حسن سير نظام جمع الأصوات وفرزها”. وكان جوزف كابيلا الذي يحكم البلاد منذ 2001، انتخب في 2006 وأعيد انتخابه وسط معارضة في 2011. وانتقدت المعارضة في انتخابات الأحد استخدام “أجهزة للاقتراع” وهي شاشات تعمل باللمس لاختيار المرشحين اعتبرها المعارضون “أجهزة للغش”. وأكد الاتحاد الإفريقي الذي أرسل ثمانين مراقبا لمتابعة عمليات الاقتراع وتقييمها، أنه يأمل أن تكون نتائج الانتخابات “مطابقة لتصويت” الكونغوليين. وقال رئيس بعثة الاتحاد الرئيس المالي السابق بالوكالة ديونكوندا تراوري في بيان أولي إن بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الإفريقي “تأمل بقوة بأن تكون النتائج المعلنة مطابقة لتصويت الشعب الكونغولي”. وقال رئيس بعثة الاتحاد الرئيس المالي السابق بالوكالة ديونكوندا تراوري في بيان أولي إن بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الإفريقي “تأمل بقوة بأن تكون النتائج المعلنة مطابقة لتصويت الشعب الكونغولي”. وبعد أن أكد أن الانتخابات جرت في “جو هادئ على الرغم من التدخلات والتحديات التنظيمية والسياسية والأمنية”، أشار إلى “الخلل في أجهزة التصويت والتأخر في تأمين اللوائح الانتخابية واستمارات محاضر فرز الأصوات والنتائج، التي أثرت على حسن سير العمليات في بعض مراكز الاقتراع في مدينتي كينشاسا وكاليمي”. لكن البعثة الإفريقية شددت على أن تنظيم هذه الانتخابات التي أرجئت ثلاث مرات “يشكل بحد ذاته انتصارا أول كبيرا للشعب الكونغولي”. ويعقد انقطاع الانترنت عمل مراقبي الانتخابات التابعين للمؤتمر الأسقفي الوطني للكونغو الذي أعلن أنه أرجأ من الأربعاء الى الخميس إصدار تقرير اولي منتظر جدا حول عمليات الاقتراع التي جرت الأحد ورفضت كينشاسا أي مساعدة لوجستية من قبل الأممالمتحدة فيها وأي بعثة مراقبة غربية. وقال الأب دوناسيان نشولي الأمين العام لهذه الهيئة التابعة للكنيسة الكاثوليكية والمتحدث باسمها لفرانس برس “مع انقطاع شبكة الانترنت، أردنا التمهل قليلا لأن العمل يجرى عبر الهاتف”. ورحب المحيطون بالرئيس بقطع الانترنت الذي انتقده منافساه المعارضان. وقال إيف كاسومبي الناطق باسم الرئيس لإذاعة “توب كونغو اف ام” إنه “على مستوى المرشح شاداري، نحن واثقون بالتأكيد من فوزه لكننا نفضل انتظار ان تعلن لجنة الانتخابات الوطنية المستقلة ذلك خلال أيام”. من جهته، صرح بيار لومبي مدير حملة المرشح المعارض مارتن فايولو لفرانس برس أن قطع الانترنت “ينذر بأن احتيالا وغشا يجريان في هذه اللحظة بالتحديد”.