استفاق اللبنانيون في بيروت اليوم الخميس على لوحات إعلانية تحمل صور رجل الأعمال اللبناني الأصل كارلوس غصن الموقوف منذ أسابيع في اليابان بتهم إخفاء عائدات مالية، منتشرة في عدد من الشوارع الرئيسية في العاصمة. وأرفقت اللوحات التي وزعت بمبادرة من شركة إعلانات خاصة، بتعليق باللغة الانكليزية “كلنا كارلوس غصن”. وأوقفت السلطات اليابانية غصن في 19 نونبر، في خطوة أثارت صدمة في عالم الأعمال وقطاع السيارات تحديدا . وصوتت اثنتان من الشركات التي كان يترأسها، “نيسان” و”ميتسوبيشي”، على إقالته بينما لا يزال يترأس إدارة شركة “رينو” الفرنسية. وقال داني كمال، أحد الشركاء في شركة “ماد كاي أند كاي” لوكالة فرانس برس إن الحملة تم ت “بمبادرة شخصية” انطلاقا من كونه أحد “معارف” غصن. وأوضح لوكالة فرانس برس “إنها مجر د حملة ضد الظلم.. كارلوس غصن ليس مذنبا حتى إثبات العكس”. وأثار توقيف غصن استهجانا واسعا في لبنان حيث ينظر اليه على أنه من أبرز وجوه الاغتراب اللبناني الواسع في العالم، وأنجح رجال الأعمال في الخارج. وسبق للسلطات اللبنانية أن كرمته مرارا ، وتم إصدار طابع بريدي باسمه في العام 2017. ومنذ توقيفه، أبدى مسؤولون لبنانيون واقتصاديون تضامنهم مع غصن الذي عاش في لبنان خلال فترة طفولته وشبابه، بعد ولادته في البرازيل، وقبل أن يسافر الى فرنسا لمتابعة دراسته الجامعية. واستدعى وزير الخارجية جبران باسيل في 27 نونبر السفير الياباني في بيروت ماتاهيرو ياماغوتشي، وأبلغه اهتمام لبنان، وفق بيان على موقع الوزارة، “بأجوبة محددة حول مواضيع معينة عن ظروف توقيف” غصن بعد “ورود معلومات مؤكدة إلى وزارة الخارجية عن أن ظروف توقيف غصن تشوبها علامات استفهام كثيرة”. ووصف وزير الداخلية نهاد المشنوق في كلمة ألقاها خلال مؤتمر في بيروت قبل نحو أسبوعين غصن ب”مغترب له قصة نجاح خيالية”، مضيفا “لكارلوس غصن أقول في محنته إن طائر الفينيق اللبناني لن تحرقه شمس اليابان”. ولغصن استثمارات عدة في لبنان خصوصا في مجال صناعة النبيذ وفي القطاعين المصرفي والعقاري. وتداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا لغصن بعد توقيفه كتبت عليها عبارة “بريء”. وشكك البعض بمصداقية الاتهامات الموجهة له. لكن عددا من اللبنانيين ينتقدون الحماس في التعاطف معه. وكتب أحدهم باللهجة المحلية على “فيسبوك”، “عقبال كل مافيات اللصوص في لبنان”.