"في كل دقيقة وفي كل لحظة أصارع الموت وأتظاهر رغما عن ذلك بأني بخير، خلف ابتسامات كاذبة أحاول من خلالها إقناع نفسي الأمارة بالسوء، أن الأمور بخير، وأن الحياة سارية وأن كل ما وقع لي ليس إلا سحابة صيف عابرة ستنمحي بمرور الأيام…. وفي لحظة من لحظات مصارعتي الموت والظهور بمظهر المرأة الحديدية، وبينما كنت أتفقد أوضاع أحد الدواوير التابعة لجماعتي أتفاجئ بطفل صغير لا يتجاوز عمره عشر سنوات وهو ينظر إلي بنظرات استغرابية وعند محاولتي تحيته يصرخ في وجهي وباللغة العامية المتداولة " الرئيسة العاهرة ( الق….)" ويكررها عدة مرات ثم يهرب تاركا إياي في أكبر صراع خضته في حياتي مع الموت، جميع أحاسيسي تعطلت وكأني فقدت نعم السمع والبصر وغيرها من النعم، لقد تمنيت لو لم أولد أصلا، لقد تمنيت أن تبلعني الأرض وترحمني من العذاب الذي أعيشه يوميا في صمت.."، هكذا وصفت إكرام بوعبيد رئيسة جماعة أولاد علي الطوالع التابعة لإقليم بن سليمان، التي اشتهرت بعد اتهامها بالخيانة الزوجية مع رئيس جماعة أخرى بنفس إقليم بن سليمان، حالتها النفسية ويومياتها في تدبير شؤون الجماعة". وأضافت أصغر رئيسة جماعة في المغرب، في تدوينة مطولة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك،فجر اليوم الجمعة، "إلى كل من أراد تعرية إكرام بوعبيد وفضحها وتدميرها، أقول هنيئا لكم، لقد نجحتم في ذلك، حتى جعلتموني أجزم أن كل من ينظر إلي وكل من يكلمني يعتبرني مجرد عاهرة دنيئة، لدرجة أصبحت معها أرتاح في العزلة وأتفادى الاختلاط بالناس والنظر في وجوههم". ثم وجهت خطابها، "إلى السيد وكيل محكمة المحمدية ونائبه الأول والثاني ابن منطقة فضالات، أقول فلتهنئوا إكرام بوعبيد لن تتكلم لمعرفتها بقوتكم وجبروتكم ولستم بحاجة إلى تذكيرها بذلك… إلى شرطة المحمدية وبالأخص الشرطيين اللذان عذباني بمختلف أنواع التعذيب النفسي والجسدي، أقول لهما شكرا لقد نهضتم بمهنتكم على أحسن وجه، وما اتهامي لكما بالذات بتعريضي للتعذيب إلا مجرد إدعاء من عاهرة تحاول النيل من الشرفاء. إلى الطبيبة الخبيرة الطبية رئيسة مستشفى مولاي عبد الله بالمحمدية التي فحصتني وآثار التعذيب بادية علي وعانقتني وبكت بمعيتي لما علمت أن المجرمون في حقي هم نفسهم ضباط الشرطة الذين أخذوني إليها، ومع ذلك زورت خبرتها وجعلت من آثار الصفع البادية على وجهي مجرد آثار " لحب الشباب" وجعلت من الازرقاق الظاهر على مختلف أنواع جسدي مجرد آثار إعتداء قديم قدم الانسانية، أقول لها لقد فهمت سبب بكائك بمعيتي لحظتها بأنه تعاطف منك مع قضيتي ولم أكتشف أنه تأنيب ضميرك إلا عند علمي بالتزوير الذي أمرت بفعله… إلى السيد وكيل محكمة الاستئناف بالدار البيضاء الذي اشتكيت وتظلمت له بما فعله بي ضباط الشرطة، طامعة في الانصاف فأرسل إليهم شكايتي هم أنفسهم حتى يبحثوا ويحققوا فيها فأصبح المشتكى بقدره الوكيل محققا أقول له دمت في خدمة شرطتنا الشريفة ولتذهب العاهرات إلى الجحيم… إلى المواقع الالكترونية والصحافة السامية التي حاكمتني قبل الآوان وجعلت من جلسة محاكمتي وإدانتي يشاهدها الجميع ويقتنع بنتيجتها الكل أقول رسالتكم وصلت والهدف حقق بنجاح لدرجة أصبح فيها طفل قروي ضحيت بمستقبلي من أجله والله يعلم يتيقين بعهارتي ويتلذذ بوصفي بها في وجهي..". إلى والداي وأشقائي وشقيقاتي أقول كم أنا فخورة بكم وكم أنا أعزكم ومن أجلكم أنا مثابرة صابرة فإن ضعفت يوما ما فلا أحتاج أن أذكركم أنكم أغلى ما عرفت في هذه الدنيا لدرجة أعجز عن وصف حبي لكم ولدرجة جعلت الدموع تنهمر من أعيني عند كتابة الأسطر الخاصة بكم. إلى كل من آزرني في محنتي ولو بكلمة طيبة أقول لم تعلموا ولن تستطيعوا أن تعلموا بوقع تلك الكلمة علي لقد كرستم حبكم في قلبي لآبد الآبدين.. إلى مؤسسات بلدي أقول ما الجرم الذي اقترفته في حقكم حتى توصدوا الأبواب في وجهي وفي وجه أية مواطنة كلفتكم بحماية حقوقها، فأنا يوما لم أكن ضدكم، ثقتي فيكم كانت عمياء لدرجة جعلتني ألتجئ إليكم في سرية تامة، اهكذا تطبقون تعليمات ملكنا…أهكذا يأمركم القانون…أهكذا تنظرون للمرأة وللرجل ولكل ضعيف أو قوي إدعى أمامكم ظلما ارتكبه في حقه مسؤولا…أين هي ربط المسؤولية بالمحاسبة…أم أن كل شيء مجرد شعارات…لقد صدقناكم وعلى حين غرة تلفقنا رسالتكم…ومع ذلك لا يسعني إلا أن أقول لكم دامت الديمقراطية شعارنا الخالد، مادام أن الأبواب لم توصد بعد، ومادام أن الأمل لازال قائما…فلتنتظروا خطواتي المستقبلية وكونوا متيقنين أنني لن اتنازل عن حقي مهما كلفني الأمر من ثمن…ومهما زورتم في محاضركم وفي خبراتكم…ومهما تسترتم على مجرميكم…ومهما فعلتم…فلتعلموا أنني سأنتصر عليكم لا محالة….فالحق يعلوا مهما طال الزمن…"، تختم إكرام بوعبيد تدوينتها.