بعد فترة طويلة من المقاطعة والتوتر في العلاقات المصرية الامريكية يبدء الرئيس المصري حسني مبارك زيارته للولايات المتحدة في اجواء تختلفعن الاجواء السابقة وخاصة بعد زيارة اوباما للقاهرة والقاءه خطاب في جامعة القاهرة تضمن اشارات ايجابية حول موقفه من الاسلام والمسلمين وعلي الرغم من اهمية الملفات التي سوف يناقشها مبارك في رحلته لواشنطن وعلي راسها القضية الفلسطينية والملف النووي الايراني والحريات الا ان ملف الاقليات الدينية وخاصة ملف الاقباط يعد واحده من اخطر تلك الملفات وخاصة بعد صدور تقرير الخارجية الامريكية عن الحريات الدينية في العالم والذي تضمن ادانه واضحه لمصر في معامله الاقليات الدينية واشادته الي تزايد الهجمات العنيفة ضد المسيحيين في السنوات الاخيرة والذي اسفر عن قتلي وجرحي دون ملاحقتهم قضائيا وقد اضاف الجانب الامريكي الشيعة والبهائيين والنوبيين الي ملف الاقليات ولاشك ان هذا التقرير والذي احتوي علي مبالغات واضحة تقف وراءه اصابع صهيونية والتي تعمل علي دق اسفين في العلاقات المصرية – الامريكية والضغط علي النظام المصري لاتخاذ اجراءات اكثر حزما لوقف تهريب السلاح الي غزة عبر انفاق سيناء وقد استغل اللوبي الصهيوني ما يسمي باقباط المهجر لممارسة المزيد من الضغوط علي النظام المصري حيث يعتزم اقباط المهجر تنظيم مظاهرات في كافة انحاء الولاياتالمتحدة وخاصة امام البيت الابيض لمطالبة الرئيس اوباما بالضغط علي الرئيس المصري لاتخاذ مزيد من الاجراءات لتقديم المسلمين المتسببين في احداث الفتنة الطائفية الاخيرة الي محاكمة جنائيه واقرار قانون دور العبادة الموحد وقانون الاحوال الشخصية لغير المسلين وفي مواجهة تلك المظاهرات اقتراح عدد من اقباط مصر فكرة القيام بمسيرة مضادة الا ان فروق التوقيت بين القاهرة وواشنطن قد تحول دون تحقيق تلك الفكرة من جانبه اقترح ممدوح رمزي المحامي واحد رموز الاقباط في مصر عن اعتزامه القيام بجمع توقيعات لاقباط مصر في الداخل لرفض المظاهرات التي يقوم بها اقباط الخارج والتي تخرج النظام المصري وتعود بالسلب علي تحقيق الاقباط لمطالبهم وتشوه صورة اقباط الداخل وتزرع الشكوك حولهم واضاف جمال اسعد المفكر القبطي ان هناك مشاكل للاقباط ولكن تلك المشاكل لا تحل بتدويل القضايا او المطالبة بقطع المعونة واصفا سياسة بعض اقباط المهجر بالدعارة السياسية وفي مواجهة ذلك الموقف الذي تستغله بعض القوي المعادية لمصر للضغط عليها لحساء النظام المصري الي بعض الاجراءات في محاولة نزع فتيل تلك القنبلة منها اعتبار يوم عيد ميلاد السيد المسيح في اول يناير كعيد رسمي للدولة واعطاء عدد من المقاعد الثابته للاقباط في مجلس الشعب وبعض المناصب القيادية في هيكل الدولة واعطاء الاقباط مساحه اكبر في وسائل الاعلام وعلي الرغم من ان تلك الاجراءات تبدو انها خطوة علي الطريق لنزع فتيل تلك الازمة الا ان الموقف يبدوا اكثر نعقيدا في ظل المخطط الصهيوني لتفتيت الدول العربية الي دويلات من خلال استخدام الاقليات وفي ظل استجابه النظام المصري للضغوطات الخارجية لتمرير ملف التوريث وفي ظل الاحتقان الذي يمكن ان يولده تنازلات النظام للاقباط في نفوس الاغلبية المسلمة .