الجزائر (ا ف ب) - دعي اكثر من 20 مليون جزائري الخميس الى انتخاب رئيسهم بين ستة مرشحين يعتبر الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة الاوفر حظا بينهم لكنه يتطلع الى تحقيق فوز بولاية ثالثة على شكل استفتاء. واعلن وزير الداخلية نور الدين زرهوني انتشارا امنيا "مناسبا" لمراقبة 46577 مركز اقتراع في مختلف انحاء البلاد وفي الاماكن العامة "الحساسة" بينما اقامت الشرطة والدرك حواجز للاشراف على حركة السير على كبرى محاور العاصمة وكبرى المدن الاخرى. ويتوقع ان يدلي بوتفليقة (72 عاما) بصوته برفقة عائلته صباح الخميس في احدى مدارس حي الابيار على مرتفعات العاصمة حيث الصقت صوره العملاقة على واجهات المباني في اعقاب حملة انتخابية جاب خلالها 28 ولاية من اصل 48. ودعا بوتفليقة باسم "الاستقرار والاستمرارية" و"جزائر قوية تسودها السكينة" كما يقول شعاره الانتخابي، الجزائريين الى المشاركة في الاقتراع على غرار ما فعل المرشحون الخمسة الاخرين الذين تملكهم هاجس امتناع الناخبين عن التصويت. واجمعت الصحف الخاصة على ان المرشحين الاخرين باستثناء لويزة حنون زعيمة حزب العمال (تروتسكي) المراة الوحيدة المرشحة التي ترتكز على قاعدة سياسية وبرنامج تدافع عنه منذ سنوات، يفتقرون الى الشعبية. وحاول كل من موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية (قومي) ومحمد السعيد زعيم حزب العدالة والحرية، الاسلامي المعتدل، وعلي فوزي رباعين زعيم حزب عهد 54 (قومي، 0,63% سنة 2004) وجهيد يونسي زعيم حركة الاصلاح (اسلامي معتدل)، خلال الحملة التركيز على مكافحة الفساد والمحسوبية وانعدام المساواة الاجتماعية وعدم الاستفادة من ثروات البلاد. من جانبه استفاد الرئيس المنتهية ولايته الذي انتخب سنة 1999 واعيد انتخابه في 2004، من دعم الاحزاب والجمعيات والمنظمات الداعية لفوزه بولاية ثالثة خلال حملته التي ركزت على حصيلة السنوات العشر التي امضاها في السلطة. وقد وعد بوتفليقة بخطة تنمية جديدة قيمتها حوالى 150 مليار دولار خلال خمس سنوات، وبناء مليون مسكن وتوفير ثلاثة ملايين وظيفة، كما اعرب ايضا عن عزمه على مواصلة سياسة المصالحة الوطنية. وادت تلك السياسة التي بداها منذ 1999 بعد "عشرية سوداء" تخللتها اعمال عنف الحركات الاسلامية التي خلفت 150 الف قتيل بين اغتيالات واعتداءات ومجازر جماعية، من خلال استفتاءين الى انهاء اعمال العنف واستسلام الاف المقاتلين الاسلاميين. وتحدث بوتفليقة خلال حملته عن استفتاء لاقرار عفو محتمل على الاسلاميين لا سيما الذين لا يزالون يقاتلون في معاقل بعض المناطق باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، شرط ان يلقوا السلاح نهائيا. لكنه وعد بمكافحة العازمين على مواصلة التمرد بشراسة. من جهة اخرى تحدث زرهوني مساء الثلاثاء عن مقتل عشرة "امراء" (قياديين) في القاعدة والقبض على ثمانية واستسلام ستة اخرين خلال الاشهر الاخيرة. لكن الجزائريين الذين استفادوا فعلا من تحسن الوضع الامني بدوا عشية الاقتراع منشغلين اكثر بالمشاكل الاجتماعية لا سيما ارتفاع اسعار المواد الغذائية الاساسية. وتعتبر هذه رابع انتخابات رئاسية تعددية منذ استقلال البلاد عام 1962.