اعتبر مجلس اللوردات البريطاني قرينة البراءة بأنها خيط ذهبي في نسيج ثوب القانون الجنائي…قرينة البراءة مفترضة من مفترضات المحاكمة المنصفة ،وعلى هذا الأساس ومراعاة لقرينة البراءة نقرأ دائما عبارة présentamente تسبق التهمة التى تنسبها الصحافة الإسبانية أو الفرنسية أو في أي بلد من البلدان الدمقراطية التى تحترم عدالتها وتسهر على توسيع هامش استقلاليتها عن الجهاز التنفيذي . مراعاة قرينة البراءة حق دستوري لأي شخص يوجه اليه القضاء تهمة من التهم، يجعل الصحافي وجريدته مجبران على التزام الحياد حينما يتعلق الأمربنشر مقال يتناول قضية تتعلق باشخاص يقرر القضاة متابعتهم في حالة سراح او وضعهم رهن الحبس الاحتياطي…. لكن حينما تتحول الصحافة إلى مهنة وضيعة ويكون كتبتها من ممتهني صحافة العهر والانحطاط الأخلاقي يكتبون تحت الطلب ، فتراهم لا يعيرون مراعاة قرينة البراءة أدنى اهتمام، بل الأدهي والأمر ان بعض هؤلاء الكتبة ينقلون وجهة نظر الطرف المعتدي، بالحرف ويعملون على أظهارها كأنها الحقيقة المطلقة، ويقدمونها في شكل أحكام مسبقة في القضايا التي تكون لاتزال رائجة في المحاكم، ويكون المحالون على القضاء بسببها مجرد متهمين، قد يثبت القضاء عدم سلامة الاتهامات المنسوبة إليهم في مرحلة من مراحل التقاضي وتتم تبرئة ذمتهم. اسبانيا الدمقراطية أدركت البعد السلبي للأحكام المسبقة في الصحافة لما لها من انتقاص من حق المتهم في تلقي محاكمة عادلةولما لها من تأثير في توجيه الرأي العام نحو إدانة أشخاص قد يكونون ابرياء وأيضا لما لتلك الأحكام المسبقة من ممارسة الضغط على القضاة.لذلك تكتسي قرينة البراءة في القانون الأسباني وفي قوانين الدمقراطيات المتقدمة نفس القيمة التى منحها اياها مجلس اللوردات البريطاني .