— لا شك أن التطور المادي المستمر ضرورة ٌحياتيةٌ للأفراد والشعوب ، كنتيجة لتراكم الإجابات السليمة عن الأسئلة الواقعية المقلقة المتوالية التي يطرحها الزمن المتبدل ، فتكون الإجابة السليمة ضرورة ً للخروج من الأزمة واستعادة طاقة التكيف ،ومواصلة التوازن . من هنا يكون اعتمادُ الإجابات المادية البشرية للسابقين كحلول لإشكالات واقع اللاحقين، أمراً لا يخلو من الخطورة، خصوصا عندما تُنزع من سياقاتها ، وتُجرد فتصبحُ أشبهَ بإجابات قانون السير (لكل سؤال طارئ جواب جاهز). الإجابات البشرية السابقة التي قد يُحاول بعضُنا إسقاطها على واقعٍ حادث وهو منها براء، فتتراكم منحوتةً مجردةً من سياقاتها التاريخية كنتاج بشري، وتُرفع كيافطات لتبرير مواقف طارئة من وقائع حادثة، هي ( اي تلك الإجابات ) أهمُّ ما يُثقل كاهلَ شعوبٍ ، ويُكَبِّل عقولا تستطيب راحة الجواب الجاهز في مواجهة أسئلة الواقع المأزوم أحيانا، والمؤلم غالبا . لكل زمن أسئلتهُ الواقعيةُ والأدبيةُ المُلِحّةُ التي تستوجب أجوبتها الخاصة ، وليس في نتاجات البشر الفكرية ما يمكن اعتمادُه في كُلِّيَّتِهِ ، خارج سيرورة التطورالتاريخي ، كنتاجٍ تامٍّ متكاملٍ يحملُ كل الحلول . ما الكمال إلا لله سبحانه .