كيف نطالب المواطن بالتفاعل الديموقراطي في ظل اتهامه و تحييده و هو المعني بكل مؤسسات بلاده التي ما أنشئت إلا لخدمته ثم يكون هذا في ظل ركود الفاعل السياسي الذي من المفروض أن يكون ممثله سواء في التشريع أو الحكامة و كيف نفهم الدور الجمعوي في ظل تراجع دور الأحزاب مع الإقرار بالسير الديموقراطي الحثيث للمؤسسة الملكية التي تتقدم دائما عند تأخر و تقهقر العمل الحكومي في مشهد التدبير العام إن عدم الثقة في المواطن مع كونه أحد.طرفي التعاقد الدستوري الذي هو بين الملك و الشعب و الذي هو أسمى عقود البلاد و العباد لخطر كبير و دافع قوي لعدم المشاركة الوطنية و توقف عجلة الدمقرطة في البلاد الذي أساسها الإحساس بالامان و الجرأة في النقد البناء و التعبير و الطرح و الحالة اليوم هي وجود تخوف كبير و واضح من الفاعل السياسي فضلا عن المجتمع المدني وصولا إلى المواطن العادي إن الاستمرار في جرجرة القضايا الكبرى للمواطن و الجالية على سبيل المثال من حيث المشاركة السياسية و الاحتيال عليها و اللف و الدوران على قضاياها لهو أشد تعبير على الفشل الحزبي و الحكومي في وجود دستور وطني واضح المعالم و المطالب تدعو بإلحاح فعلا إلى توسيع مجالات دعم المواطنة الحقة و تقبل الجرأة و الطرح السياسي النابع من الحس الوطني والذي بالتأكيد يراعي الظرفية و المرحلة و المصلحة و المضرة فلا احد ضد المؤسسات و لا أحد أيضا يقبل بالاختلالات في بعضها أو من بعض العاملين فيها فنحن نعلم شجاعة المؤسسة الملكية التي تتدخل عند تقهقر العمل الحكومي و ضعف الفاعلية الحزبية بل و أيضا تتدخل لجر المواطن و توجيهه و دعمه للمشاركة الفاعلة و لكننا نعلم أيضا حجم الضرر و الانتكاس الذي يحصل بسبب انعدام الملائمة بين أعضاء الحكومة و ضعفها و واقع التباعد السياسي بين الساسة و المواطنين بنفس القدر الذي يؤرقنا التفاقم الطبقي و غياب المجتمع المدني الفاعل و اعتقد ان غياب الحكامة و المتابعة الحقة لبعض المؤسسات و مواطن انفاذ المال العام و الخدمة العامة أساس كل بلوى و مصدر قلق و عدم رضى المواطن و اضطرابه كما نعتبر ان تهميش قضايا الجالية و جرجرتها بشكل متعمد بل و الالتفاف عليها لدرجة الاحتيال بإنشاء تنسيقية الأحزاب بالخارج دون علمها بشكل سمج يشير إلى استغباء أطر الجالية و أبنائها بطريقة أكل عليها الدهر و شرب حين ترتمي الأحزاب على كل ( مول الشكارة) و تترك التواصل و اختمار العمق المعرفي للجالية و أناسها الذين تألموا لألمها و فرحوا لفرحها و اشتغلوا على قضاياها ردحا طويلا من الزمن لهو فشل سياسي آخر ينضاف إلى العتمة السياسية لبعض الأحزاب فما لم يخرج من رحم الجالية و أساس نبضها اليوم لن يكون في الحقيقة إلا امتداد لجرجرة الجالية و اقصائها و ابعادها عن قضاياها الوطنية و حقها المشروع دستوريا في تمثيل نفسها منها و طرق تحقيق ذلك بسيطة و متينة لا تحتاج إلى الاحتيال السياسي الذي لن يزيد إلا اشعال الفتن في التمثيليات المجتمعية لمغاربة العالم و هو الامر الذي يجيده الكثيرون بدل جمع الكلمة و رأب الصدع.