ادريس زياد لعالم اليوم الدولية خلال اللقاء التاريخي بمدينة الداخلة الذي جمع بين وزير الخارجية السيد ناصر بوريطة ومساعد وزير الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا السيد ديفيد شينكر، الذي وصف من خلاله العلاقات بين المملكة المغربية والولاياتالمتحدةالأمريكية بالقوية والمستقرة تميزها التطورات على بعد قرنين من الصداقة، أكد من خلالها على الدفع بالإصلاحات والسلم والسلام على المستوى الإقليمي منذ عشرين سنة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتطرق شينكر أيضاً لجهود المغرب في التسامح والوئام بين الديانات ابتداء من تقاليده العريقة في حماية الطائفة اليهودية إلى اتفاق مراكش سنة 2006 تعتبر نموذجاً يحتدى به في المنطقة، وأضاف بأن الولاياتالمتحدة ملتزمة بتعزيز العلاقات مع المغرب من خلال التبادل التجاري والثقافي والتربوي وكذلك العلاقات بين الحكومات، وتقدم بالشكر للشعب المغربي وللسيد ناصر بوريطة على الحضور المتميز والتعاون على رسم هذا الخط التاريخي في الصداقة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمغرب. من جهته قال وزير الخارجية السيد ناصر بوريطة بأن السيد شينكر هو أول مسؤول أمريكي يقوم بزيارة إلى الصحراء المغربية، وهو حدث مهم جداً جاء تأكيداً للمكالمة الهاتفية بين الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي في العاشر من دجنبر المنصرم، تطرق بوريطة من جهته إلى العلاقات بين المغرب والولاياتالمتحدة وجهود تمثين هذه العلاقة التي ستكون لخدمة الإستقرار في شمال افريقيا والشرق الأوسط، هذه العلاقات من كلتا الجهتين الأمريكية والمغربية التي تسير في الوقت الراهن بإيقاع غير مسبوق وفق رؤية الملك محمد السادس وبتنسيق مع الإدارة الأمريكية وإدارة الرئيس ترامب، هذه العلاقة التي شهدت في السنوات الأخيرة تعدد الزيارات على عدة مستويات لمسؤولين رفيعي المستوى من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى المملكة المغربية، ومن خلال التوقيع على تطوير التجارة والتنسيق المشترك، أكد كذلك بوريطة بأن علاقاتنا بالولاياتالمتحدةالأمريكية علاقات قديمة قدم أمريكا نفسها، انطلاقاً منذ نشأة الولاياتالمتحدةالأمريكية، علاقات تجمعها ثوابت مشتركة، تاريخ مشترك، قيم مشتركة ومصالح كذلك مشتركة ورؤية منسجمة لمجموعة من القضايا الدولية، وهناك آليات غير مسبوقة ينفرد بها المغرب في المنطقة في علاقته بأمريكا، تتجلى في التبادل الحر، والحوار الاستراتيجي واستفادة المغرب من تحدي الألفية، إعلان المغرب كشريك أو حليف استراتيجي من خارج الناتو للولايات المتحدة، والعديد من الإتفاقيات التجارية والثقافية، كل هذه الآليات تعطي للعلاقة طابعاً خاصاً ومتميزاً، كما اعتبر بأن المغرب بقدر ما ينفتح على شركائه الجدد، فإنه يقوي ويعزز علاقاته مع شركائه التاريخيين والتقليديين والولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر شريكاً استثنائياً للمغرب في كل القضايا. منها أربع مرتكزات أساسية، منها العنصر السياسي الديبلوماسي التي تجمعنا مواقف متقاربة بشأن إيران وفينيزويلا والإستقرار في افريقيا والإستقرار في ليبيا والعديد من القضايا المشتركة، التنسيق المشترك، تقارب المواقف الدولية… المرتكز الثاني وهو الأمني والعسكري في قضايا الإرهاب والجريمة المنظمة والتنسيق الأمني بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية والإشتغال المشترك في مجال الأمن والإستقرار، والمغرب كان دائماً يشتغل على هذا المجال في منطقة الساحل والصحراء، والمغرب يعتبر فاعلاً مهماً في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة عبر العالم، ومن الجانب العسكري تم التوقيع في شهر أكتوبر الماضي على اتفاقية عشر سنوات في مجال التعاون العسكري بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المغربية، وستجتمع الأسبوع المقبل اللجنة الإستشارية العسكرية لتنزيل عناصر هذا الإتفاق… المرتكز الثالث هو مرتكز اقتصادي، حيث أقر السيد شينكر بأن اتفاق التبادل الحر مكن من تطوير المبادلات أربع مرات منذ التوقيع عليه، وسيتطور التبادل الحر أكثر في المستقبل يضيف بوريطة في التوجه نحو العمق الإفريقي بعد فتح القنصلية الأمريكية بمدينة الداخلة… المرتكز الرابع وهو المكون الإنساني المرتبط بالتكوين، وستكون زيادة مدارس أمريكية أخرى بالمغرب، وهناك منح دراسية للطلبة المغاربة في الولاياتالمتحدةالأمريكية واتفاقيات للتبادل الثقافي… وأضاف بوريطة بأن هذه المرتكزات الأربعة ستكون زاهرة بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية حسب ما صرح به شينكر، وهي أسس وثمرة العلاقات التاريخية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المغربية.