يعقد الاجتماع السابع للجنة العليا المشرفة على منحة عبد اللطيف جميل لتمويل البحث العلمي والإبتكار التكنولوجي في الدول العربية، التي تديرها المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا غدا السبت الموافق 7 فبراير 2009، بالعاصمة اللبنانية بيروت. صرح بهذا الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، في البيان الصحفي الصادر عن المؤسسة أمس الخميس الموافق 5 فبراير 2009. موضحا أن هذا الاجتماع السابع يناقش عددا من الموضوعات، من بينها اختيار المشاريع الفائزة بالمنحة، التي قيمتها 500 ألف دولار لكل دورة مدتها الزمنية 6 شهور، توزع على عدد من المشاريع البحثية ذات الجدوى الاقتصادية والمجتمعية، بقيمة لا تزيد على 50 ألف دولار للبحث. ووصل عدد المشاريع التي تقدمت للدورة السابعة 145 مشروعا، من مختلف الدول العربية والتخصصات العلمية والتكنولوجية. وعملية اختيار المشاريع الفائزة تخضع لمعايير قياسية منها المردود الاقتصادي، القيمة العلمية وتلبية احتياجات المجتمعات الفقيرة، وبالاستعانة بمحكمين دوليين في مختلف دول العالم. وبدأت الدورة الأولى للمنحة في يوليو 2005. أضاف أن منحة عبد اللطيف جميل تعد من البرامج التمويلية الأولى في العالم العربي لدعم البحث العلمي والإبتكار التكنولوجي لخدمة المجتمع، هذه البرامج وفرت فرص ممتازة للعلماء والباحثين العرب لتنمية قدراتهم العلمية والتكنولوجية، مما يؤكد أهمية هذا البرنامج. بالإضافة إلى اهمية قيام جهات ومؤسسات ترعاهم وتوفر لهم الدعم الفني والتمويل والتسويق لمنتجات أبحاثهم. مؤكدا أهمية قيام شركات القطاع الخاص والحكومات العربية، بدعم مؤسسات المجتمع المدني، الراعية للعلماء والباحثين العرب، خاصة وأن الأبحاث التي تقدمها تستطيع أن توفر حلولا تكنولوجية ذات تكلفة قليلة مقارنة بالتكنولوجية العالمية وجودة تنافسية، لتوفر منتجات قادرة على المنافسة في الاسواق المحلية والدولية. إن دخول الشركات الاستثمارية في تطوير نتائج البحث العلمي والتكنولوجي يعمل على خلق وتطوير القدرة الابداعية والتكنولوجية في الوطن العربي وتحسين اداء الشركات الصناعية المحلية وتنمية القدرة على التنافس في الاسواق العالمية.
أشار الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا إلى أن إجمالى المشاريع التي تقدمت للمنحة خلال الدورات الست السابقة، ومدة كل دورة 6 شهور، وصل إلى 1762 طلبا مقترحا. وفي المرحلة السابعة وحدها، بلغ عدد الطلبات 193، تم تصفيتها في المرحلة الأولى، لتصل إلى 145 مقترحا لمشروع، يتم من بينها اختيار المشاريع، التي سيتم تمويلها. موضحا أن العديد من الدول العربية استفادت من المنحة. وكان في مقدمة الدول العربية: مصر بنسبة 26%، والإمارات 20%، وتونس 12%، والعراق 10%، والسعودية ولبنان بنفس النسبة 6% لكل منهما، والأردن وفلسطين بنسبة 5%، والمغرب 4%، وقطر والسودان وليبيا بنسبة 2%. بمعني أنه من بين 22 دولة عربية استفادت من المنحة 12 دولة عربية. وغطت المنح مجالات علمية مهمة مثل: الاستشعار عن بعد، والكيمياويات، والصناعات الدوائية، الذكاء الإصطناعي، والميكانيكا والإنشاءات، والصناعات الغذائية، والطاقة، والصحة العامة، والزراعة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والمياه، والبيوتكنولوجي، والبيئة.
قال الدكتور عبد الله النجار أن المنحة تهتم بمراعاة الجانب الإجتماعي، ويتم تخصيص مبلغ مالي من المنحة لدعم البحوث التي تخدم المجتمعات الفقيرة. لذا فإنه بدءا من الدورة الرابعة للمنحة بلغ عدد المشاريع المعنية بتنمية المجتمعات العربية الفقيرة 14 مشروعا، عملت على توفير حلول تكنولوجية بتكاليف رخيصة، للتخفيف على كاهل المواطنين في هذه الدول العربية، ومن المشروعات البحثية دراسة إنتاج لقاح ضد قراد الأبقار والجمال، والهندسة الوراثية لزيادة كفاءة القمح على تحمل ظروف الجفاف، ومكافحة حشرات المن والآفات للحاصلات الزراعية في لبنان، وإنتاج وحدة إسكان منخفضة التكاليف في فلسطين، ونظام لمعالجة المياه المستعملة من نبات القصب بالعراق، ومكافحة مرض الصدفية من الأعشاب المحلية، وجهاز فحص نبض الجنين، وصناعة الجليد اعتمادا على الطاقة الشمسية، وعلاج مرض البلهارسيا في الدول العربية.
هذا وتستثمر نتائج الأبحاث الممولة في تأسيس شركات تكنولوجية واعدة، منها شركة لإنتاج المواد العشبية لمكافحة الآفات الزراعية وتطوير جهاز مطابقة مواصفات دم الإنسان في 3 دقائق، وشركة إنتاج مضافات كيمياوية للخرسانة تساعد على سرعة تصلبها.