المهاجرون المغاربة في اسبانيا عاشوا ولا زالوا يعيشون اوضاعا صعبة جراء تداعيات اعتداءات السابع عشر من غشت 2017 الإرهابية ببرشلونة وقبلها تفجيرات محطة القطار اطوشا بمدريد سنة 2004 وايضا جراء ظهور العديد من مشاريع العمليات الإرهابية التي يتم أبطال مفعولها ووادها في المهد وإلقاء القبض على الخليات التي تعد العدة لتنفيذها هنا وهناك باسبانيا بين الفينة والأخرى والتي يكون معظم المرشحين لتنفيذها مغاربة…… مغاربة اسبانيا تواجههم نظرات التشكيك وخطابات التحريض في اي مكان يتواجدون به باسبانيا ، التشكيك في ولائهم للوطن الذي يستضيفهم ويساعدهم في تحقيق الامنيات والأماني التي من أجلها هجروا أهلهم وبلدهم المغرب، التشكيك ، في اندماجهم وفي حسن نواياهم بقبول الاخر والتعايش معه ومع تقاليده والانصهار داخل محيطهم الجديد..و اخيرا التشكيك في مؤهلاتهم وكفاءتهم الذي يحول دون ارتقاء واندماج الكثير من المهارات والكفاءات المغربية اقتصاديا و التي تبقى حبيسة دائرة الاقصاء والتهميش ولايفسح المجال أمامها لتبوء المناصب الحكومية التي تستحقها عن جدارة واستحقاق…. لقد تحول الإرهاب في نظر شرائح عريضة من المجتمع الاسباني الي صفة لصيقة بالمهاجرين المغاربة كواحدة من تداعيات الهجمات الإرهابية المشار إليها لدرجة ارتباط الإرهاب بصورة ذهنية مشوهة لفتاة مغربية تخفي أحزمة ناسفة تحت لباسها الفضفاض و لرجل مغربي كثيف اللحية قصير الثوب مقطب الجبين بغيض الملامح يمكنك أن تنتظر منه كل شيئ عدا الأمن والأمان… عندما اقدمت الحكومة الإسبانية على تعيين السيدة هناء جلول اللبنانية الأصل في منصب سكرتارية الدولة في الهجرة ثارت ثائرة الكثيرين من مغاربة اسبانيا وارتفعت أصوات من هنا وهناك تستنكر وتتهم الاسبان بكونهم عنصريون تجاه المغاربة كما اعتبر الكثيرون منا تصرف الحكومة بمثابة خطوة تمييزية تؤكد انحياز اسبانيا الدائم لكل ماله صلة بالمشرق العربي إذ كان البعض يراهن على أن يقع اختيار الحكومة على مرشح او مرشحة من أصول مغربية نظرا لوزن تعداد أفراد الجالية المغربية باسبانيا ( اكبر جالية مهاجرة باسبانيا )ونظرا أيضا لعوامل الجوار والقرب الجغرافي الخ… وعندما وقع اختيار الحكومة الإسبانية على الطبيب الإسباني من أصل سوري، أيمن إدلبي، ليتقلد منصب الرئيس الجديد للمفوضية الإسلامية، وهي أعلى هيئة تمثيلية للمسلمين في إسبانيا على حساب استبعاد المرشح المغربي خلفا للرئيس الأسبق رياج ططري بكري، وهو أيضا إسباني من أصل سوري وافته المنية يوم 6 نيسان/أبريل 2020 جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد ارتفعت أصوات من داخل الجالية المغربية خاصة العناصر التي تحركها مخابرات لادجيد تندد وتستنكر إقصاء المغاربة من تبوء منصب الأمانة العامة المفوضية الإسلامية بحجة كون المهاجرين المغاربة والإسبان من أصل مغربي يشكلون أزيد من نصف المسلمين في إسبانيا، يقول الفلاسفة الأحمق الذي يدرك حماقته حكيم لكن الأحمق الذي يرى نفسه حكيما هذا هو الأحمق الحقيقي. وقياسا على هذه الحكمة فلا الالاف المؤلفة من الجمعيات الإسلامية التي تؤثث المشهد الديني لمغاربة اسبانيا ولا الأجهزة التي تقف خلفها وتمدها بالدعم المالي واللوجيستي سيرا على نهج تجربة الزياني وشركاؤه (….) لا يزالون جميعهم في اعتقادي ابعد مايكونون عن ان يتصرفوا تصرف الأحمق الذي يدرك حماقته….