«الوقاية المدنية في خدمتكم.. آلو..»، بهذه اللازمة يردّ موظفان مداومان ب»مركز معالجة البلاغات» بثكنة الوقاية المدنية «بوجي» بوسط الدارالبيضاء على الآلاف من مكالمات المواطنين التي ترد على المركز بشكل لا ينقطع ليل نهار، سواء كانت هذه المكالمات بلاغات صحيحة أو كاذبة أو بقصد العبث والتشويش والإزعاج فقط. خلال تواجدنا بثكنة «بوجي» ليلة الأربعاء بهدف إنجاز ربورتاج يرصد تدخلات رجال المطافئ ليلا، عاينا في الفترة الممتدة من الثامنة ليلا حتى الرابعة صباحا آلاف المكالمات الواردة على الرقم المجاني 15 من الدارالبيضاء الكبرى، وباستثناء 4 مكالمات فقط. هي التي جاءت على شكل بلاغات صحيحة، تم على إثرها تدخل عناصر الوقاية المدنية كانت باقي المكالمات المكثفة الواردة على مُجمّع الخطوط الرقمي بالمركز، عبارة عن بلاغات كاذبة ومغلوطة لا يهدف أصحابها سوى إلى إزعاج الموظفين المكلفين باستقبال المكالمات، بالتحرش بهم وإمطارهم بعبارات السب والشتم والكلام البذيء. وإلى غاية الساعة الثالثة صباحا، عاينا خلال تواجدنا بغرفة معالجة البلاغات عددا من حالات الإزعاج والتحرش بمستقبلي البلاغات، حيث كانت أغلب المكالمات من طرف أطفال يعبثون بالهواتف ونساء وفتيات يعرضن أنفسهن على محاورهن بشكل داعر.. وأشخاص سكارى ومساجين يطلبون التسلية عن طريق الحديث... وقال أحد عناصر الوقاية المدنية المكلفين باستقبال وتوزيع البلاغات بهذا المركز: «إننا مطالبون بتحمل تحرشات القاصرين والفتيات وسماع عبارات بذيئة من مواطنين غرضهم الإزعاج فقط، ولا نرد على سبابهم وشتمهم لنا إلا بقطع الخطوط في وجوههم». وأضاف أن الفترة الممتدة من العاشرة صباحا حتى العاشرة ليلا تشكل «فترة الذروة» بالنسبة إلى المتصلين بالمركز بغرض اللهو، خاصة التلاميذ والتلميذات الذين يتصل بعضهم من داخل الأقسام وأثناء فترات الاستراحة، مشيرا إلى أن كثافة المكالمات الواردة تختلف حسب العطل المدرسية والأعياد الوطنية والدينية. وأوضح نفس المتحدث أنه يتلقى مكالمات عابثة من طرف أشخاص من مختلف الأجناس والفئات العمرية، بعضهم قد يكون في كامل قواه العقلية والبعض الآخر تحت تأثير مخدر أو مسكر، كلهم يحاولون التبليغ عن حادث وهمي أو حريق بهدف اللهو وتمضية الوقت فقط، «لكننا نستطيع: من خلال الخبرة والتجارب، تمييز البلاغات الصحيحة من الكاذبة فقط من خلال حديث كل متصل بنا لطلب خدماتنا». مسؤول بالقيادة الجهوية للوقاية المدنية لجهة الدارالبيضاء الكبرى، أكد أن «مركز معالجة البلاغات» الكائن بثكنة «بوجي» يستقبل يوميا 12 ألف مكالمة، أي بمعدل حوالي 8 مكالمات في الدقيقة. غير أن نفس المسؤول أضاف أن نسبة 90% من هذه المكالمات تكون مجرد بلاغات كاذبة، أي 10800 بلاغ كاذب، ولا يتم التدخل إلا في 10% من البلاغات التي يتوصل بها المركز على صعيد جهة الدارالبيضاء الكبرى. وأشار ذات المصدر إلى أن مجمع الخطوط الرقمي بالمركز يستقبل 200 مكالمة في نفس الوقت، حيث يتم إفراغها من طرف موظفين مكلفين باستقبال البلاغات. وناشد المسؤول ذاته الآباء وأرباب الأسر إلى توعية أبنائهم بعدم إزعاج رجال المطافئ عن طريق إشغال الخط 15 بدون سبب، مؤكدا أن هذا المركز أحدث لخدمة المواطن وليس من أجل العبث، «حيث إن كل اتصال عابث يمكن أن يحرم شخصا -وقعت له حادثة- من وصول الإسعاف إليه في الوقت المناسب..».