بعد أحداث سيدي قاسم والحسيمة خرجت الداخلية بقرار صارم بخصوص الإلتراس فقد وجهت تعليماتها إلى السلطات المحلية من أجل التعامل بصرامة مع الجمعيات الغير المؤسسة قانونا على صعيد عمالات و أقاليم المملكة وكدا العمل على منع التنقل الجماهيري حفاظا للأمن و النظام العام .و على تحريك المتابعة القضائية ضد كل من ينشط فعليا ضمن هده الكيانات الغير قانونية التي سبق وأن صدرت في حقها قرار المنع….شغب الملاعب في المغرب بلغ ذروته ضمن مباريات الدوري المغربي لكرة القدم و قرار وزارة الداخلية بمنع الألتراس لن يحل لوحده ظاهرة الشغب في المغرب لأن الشغب يبدأ في الأذهان قبل أن يصل إلى الأبدان فوجود احتقان اجتماعي خصوصا لدى الفئات الشابة يتم ترجمته إلى العنف سواء اللفظي أو الرمزي وهو ما يظهر جليا في الملاعب الرياضية وأيضا عدم وجود ثقة بين المجتمع وبين الدولة حيث تسود نظرة سلبية تجاه بعض المؤسسات لتصبح الملاعب متنفسا لتفريغ هذه المشاعر السلبية والتي تتحول في بعض الأحيان إلى أعمال عنف وشغب…..فرغم أن المغرب أصدر قانونا خاصا بمكافحة الشغب لكن الشغب لم يتراجع بل ازدادت حدته لأن القوانين غير كافية لمحاربة هذه الظاهرة. فالمسألة ليست مرتبطة بالقوانين وحدها وإنما بالثقافة و التربية أيضا. ففي غياب هذين العنصرين لن يكون بوسع القوانين حل المشكلة فالقوانين مكملة فقط. وبالإضافة إلى المقاربة الثقافية والتربوية لا بد أيضا من الاعتماد على العنصر التنموي في محاربة هذه الظاهرة. فعندما لا يجد الشاب متنفسا للتعبير عن الذات سواء في المدرسة أوالشارع أو في الإعلام فإن ذلك يولد نوعا من الاحتقان أو الكبث الذي قد يتفجر في الملاعب الرياضية. علاوة على ذلك نفتقد في المغرب للتربية على احترام الآخر وهو أمر يبدأ في المدرسة. لكن التعليم في المغرب يعاني من مجموعة من المشاكل التي تنعكس على ما يحدث في الملاعب الرياضية. كما إن غياب القدوة والنموذج داخل المجتمع يؤدي إلى التأرجح وعدم الاستقرار النفسي ولا يشكل العنف إلا وجها لذلك……إجمالا أسباب ظاهرة الشغب في الملاعب المغربية لا تقتصر على سلوكيات الألتراس فحسب بل لها أسباب أكبر تتمثل في الفقر والتهميش وانتشارالمخدرات ودخول القاصرين بدون مراقبة للملاعب والإقتصار فقط على وزاراةالداخلية والعدل ووزارة الشباب والرياضة دون إشراك جهات أخرى في التعامل مع ظاهرة الشغب المعقدة والمتشعبة….