المياه الزرقاء أو الجلوكوما هو مرض يصيب العين عند التقدم في السن بسبب تلف العصب البصري في العين مما ينتج عنه ارتفاع ضغط العين ومشكلات في الرؤية والإجهاد العيني. الزرق هو السبب الرئيسي للعمى في الأشخاص كبار السن ويمكن منع الإصابة بالعمى بسبب الزرق لو بدأ العلاج مبكرا بما فيه الكفاية.و الكثير من الناس لا يلاحظون هذه البقع العمياء إلا بعد تلف جزء كبير من العصب البصري. وفى حالة التلف الكامل للعصب البصري فإن ذلك يؤدى للعمى الكامل. لذلك فإن التشخيص والعلاج المبكر للزرق هما العاملان الرئيسيان للوقاية من الإصابة بالعمى بسبب هذا المرض. داخل كل عين بشرية يوجد توازن بين إفراز سائل مائي داخل العين والذي يتم تصريفه خارجا، لكن في بعض الأحيان فعدم التوازن بين كمية السائل الذي تفرزه العين وبين قنوات تصريف هذا السائل يؤدي إلى تجمع هذا السائل داخل العين والضغط على أنسجة العين الداخلية بما فيها العصب البصري. وهناك أسباب أخرى تؤدي إلى قلة تصريف العين للسوائل، منها ضيق الفتحات الخاصة بالتصريف، أو وجود التهابات داخل العين تؤدي إلى ضيق القنوات، أو وجود مشاكل نزيف على المستوى الأمامي للعين، أو استعمال بعض أدوية الكورتزون أو داء السكري إذا كان قد تمكن من العين، كلها عوامل تؤدي إلى ارتفاع ضغط العين وبالتالي تعرض العين إلى عواقب وخيمة.و تكمن خطورة مرض الجلوكوما في عدم ظهور أي أعراض خلال سنوات الإصابة الأولى، وينبغي على المريض القيام بفحوصات دورية، ولكن على الشخص الذي لديه سوابق عائلية للإصابة بالمرض زيارة الطبيب، أيضا مرضى السكري، مرضى ارتفاع الضغط الدموي، المرضى الذين يتناولون دواء تدخل في مركباته مادة الكورتزون، مرضى قصر النظر، أشخاص عانوا سابقا من التهاب داخل العين.و يمكن تقسيم مرض الجلوكوما إلى نوعين كبيرين: – مرض الجلوكوما المزمن مع زاوية تصريف منفتحة: وهو النوع الأكثر شيوعا من الجلوكوما (حوالي 90% من مرضى الجلوكوما البالغين) وتبدأ الإصابة به ابتداء من سن الأربعين، وسبب هذا النوع قلة كفاءة زاوية التصريف داخل العين مما يؤدي إلى زيادة ضغط العين بالتدريج والتأثير أيضا بالتدريج على العصب البصري، وإذا استمر المرض بدون علاج فإن قدرة الإبصار تنحصر في منطقة دائرية صغيرة، لذلك فإن التشخيص المبكر واكتشاف المرض يؤدي إلى العلاج والحفاظ على الرؤية المحيطية. – مرض الجلوكوما الحادة مع زاوية تصريف منخنقة يصيب الشخص بصفة مباغتة بسبب تحدب قرنية العين أو لديهم بعد نظر، ويتميز هذا المرض بارتفاع مفاجئ وحاد للضغط بسبب حدوث انسداد كامل في زاوية التصريف داخل العين، وأعراض هذا النوع من الجلوكوما تكون مصحوبة بألم وصداع شديدين بالعين، غثيان وقيء، رؤية ألوان قوس قزح حول مصادر الضوء واحمرار شديد في العين، وعند ظهور هذه الأعراض يجب على المريض زيارة طبيب العيون فورا، لأن هذا النوع من الجلوكوما إذا لم يعالج بشكل عاجل فإنه يؤدي إلى فقدان البصر بشكل كلي. هناك أيضا نوعان آخران هما الجلوكوما الخلقية، وقد يولد الطفل مصابا بهذا المرض وتبدو العيون كبيرة وجميلة، لكن الحقيقة أن حجم سواد العين يكون كبيرا نتيجة لكبر حجم القرنية، وهو مرض خطير جدا قد يؤدي إلى عمى الطفل إذا لم تتخذ التدابير في الأسابيع الأولى عن طريق أدوية أو قطرات أو عن طريق الجراحة لخفض مستوى ضغط العين. أما الجلوكوما الثانوية فتأتي نتيجة التهاب القزحية المتكرر والاستعمال الطويل لأدوية يدخل الكورتيزون في مركباتها أو نتيجة ارتطام العين بأشياء حادة. ويمكن علاج المياه الزرقاء بواسطة القطرات لخفض نسبة ضغط العين وقد يصف الطبيب 3 أنواع من القطرات دفعة واحدة، هناك أيضا الليزر ثم الجراحة. وأثير الانتباه إلى أن التلف الذي تحدثه الجلوكوما للعصب البصري لا يمكن علاجه بالأدوية والجراحة والعودة بالبصر إلى مرحلته الأولى، فهذه العلاجات تحافظ فقط على ما تبقى من محيط الرؤية.