اكد عدد من الخبراء السياسيين ان عدم اعلان اسم مرشح الرئاسة في مؤتمر الحزب الوطني الاخير يعكس صراعا بين الحرس القديم الذي يؤيد استمرار مبارك والحرس الجديد الذي يمثلة جمال مبارك واشار السفير عبد الله الاشعل المساعد السابق لوزير الخارجية – الي ان الحزب الوطني لم يعلن عن مرشحه لعدة اسباب منها عدم اتفاق قيادات الحزب بعد الرئيس مبارك علي مرشح واحد فهناك حرس قديم يتمسك بمبارك ويرغب في تجديد الولاية له وهناك حرس جديد يريد جمال مبارك وهناك اناس يؤيدون اسماء اخري مثل محمد كمال وعلي الدين هلال بالاضافة الي ان قضية التوريث مثارة بشدة في الشارع المصري فلو تم الاعلان عن ترشيح "جمال" فهذا بمثابة "صب الزيت علي النار" وعندها ستبدا الحرب عليه من الان وهو عدم قدرة علي الاقناع وعوده ليس قويا اضف الي ذلك انتقادات منظمات حقوق الانسان الدولية والمحلية ومعارضة طبقات كثيرة من المواطنين . وفي نفس السياق اكد الدكتور جمال زهران استاذ العلوم السياسية وعضو مجلس الشعب ان الحزب الوطني يتفادي الحديث في هذا الموضوع لانه في مازق وبين خيارين كلاهما مر فالحزب منقسم منذ عام 2002 علي عكس ما يدعون فهناك الحرس القديم الذي يؤيدون الرئيس مبارك واستمرار ترشيحه والحرس الجديد يروجون لجمال مبارك باعتباره خليفة لوالده فلو تم الاعلان عن مرشح للرئاسة الان فسيسبب انفجار الحزب من الداخل فيحدث ما يسمي الصراع الصامت الذي يعبر عن مراكز الفنوذ فالحرس القديم بيده السلطة الرئيس في مقعده والجيش والشعب بايديهم اما الحرس الجديد استطاع ان يروج لجمال مبارك باعتباره رئيسا قادما ومتداخلا في جميع اللجان وجعله في صدارة المؤتمر واضاف زهران ان المؤاخذ علي الحرس القديمانه يخشي المقابلة بمسالة السن فعند التجديد سيكون عمر الرئيس 84 سنة فبماذا يرد علي السن ؟ والحرس الجديد يخشي من التوريث فليس هناك اجماع داخل الحزب علي التوريث بالاضافة الي الحملات الشعبية المناهضة للتوريث فتم الاتفاق داخل الحزب علي صراع مكتوم يدار بطريقة معينة للمحافظة علي وضع متماسك حيث ان الحديث عن مرشح سيخلق انقساما داخل الحزب تستطيع المعارضة استخدامه لاضعاف شوكة الحزب الوطني وهذا ما لا يقبله الحزب ابدا واشار زهران الي ان الحزب يضع اولوية لانتخابات مجلسي الشعب والشوري وبعد 2010 سيدخل الحزب في معركة اساسية قد تصل لتكسير العظام بين الحرسين . ومن ناحية اخري قال الدكتور حسن نافعة – استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومنسق عام الحركة المصرية ضد التوريث – ان مصر مقبلة علي نوع جديد من توريث السلطة هو التوريث "العائلي" للسلطة من الرئيس الاب الي الرئيس الابن فسابقا كان توريثق الحكم سياسيا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اختار الرئيس السادات والسادات اختار الرئيس مبارك ونحن مقبلون علي توريث عائلي من الرئيس مبارك الي نجله جمال مبارك وهذه المرحلة افراز طبيعي لنظام حكم غير ديمقراطي خاصة بعد تعديل الرئيس للمادة 76من الدستور واشار الي ان رئيس مصر القادم لن يكون الا من داخل الحزب الوطني الحاكم ومن هيئته العليا . واكد نافعة ان عدم اتفاق الاحزاب وحركات المعارضة علي اجندة عمل واحدة هي المشكلة الحقيقية قائلا اذا استمر ظن الاخوان المسلمين انهم وحدهم من يمتلكون افضل اجندة للتغير ومثلهم كل حزب علي حده وكل حركة معارضة لن نستطيع التقدم خطوة واحدة لاحداث تغيير علي ارض الواقع وعلينا التخلص من فكرة الفردية ونثق في العمل الجماعي وتقديم التنازلات لبعضنا خلال المرحلة المقبلة للوصول الي صيغة مشتركة لانقاذ الدولة مشيرا الي ان في حال نجاح امشروع التوريث فان مصر مقبلة علي كارثة حقيقية لمدة 40 سنة اخري في ظل نظام استبدادي يقضي علي مستقبل الشعب .