يفوق عدد الأطفال المعاقين ذهنيا بالدار البيضاء 40 ألف طفل، وهذا الرقم قابل للارتفاع في كل لحظة. هؤلاء الأطفال تنتمي نسبة كبيرة منهم الى الفئات المعوزة الأمر الذي يستعصي إدماجهم في المحيط الاجتماعي لأنه ليست هناك أية جهة بإمكانها استيعاب هذا العدد الهائل من الأطفال باستثناء بعض الجمعيات التي تناضل من أجل إيجاد مخرج لهم وذلك بتطبيبهم وتعليمهم وتدريسهم وبالتالي إدماجهم في الحياة الاجتماعية/ وبعد زيارتنا لجمعية آباء وأصدقاء الأطفال المعاقين ذهنيا بالدار البيضاء حيث كان الأطفال يتابعون أو يمارسون أنشطتهم الدراسية و والتكوينية والترفيهية استنتجنا مجموعة من الملاحظات ذلك أن الأطر التربوية تبذل مجهودات جبارة من أجل خلق جو متوازن بين جميع الأطفال وبالتالي السهر على تدريسهم وتكوينهم وتغذيتهم مع خلق حوار معهم من شأنه تحسيسهم بمسؤولتهم. وتضم هذه الجمعية حوالي 380 طفل و 100 إطار تربوي وإداري ومستخدمين وخمسة مراكز هي المعاريف وعين الشق ودار بوعزة (ثلاثة مراكز) حيث تعتبر مؤسسات ومصالح مختصة كالمعهد الطبي التربوي المبكر للمعارف الذي يستقبل الأطفال ما بين 3 و 6 سنوات والمعهد الطبي التربوي لحي الانارة للأطفال ما بين 7 و10 سنوات والمعهد الطبي البيداغوجي لدار بوعزة والذي يستقبل الأطفال ما بين 11 و 14 سنة والمعهد الطبي المهني لدار بوعزة الذي يستقبل المراهقين ما بين 15 و 30 سنة والمعهد الطبي العلاجي لدار بوعزة والذي أنشئ سنة 1988 في أول سابقة من نوعها في العالم العربي والافريقي آنذاك والذي يستقبل الذهانيين والانطوائيين ما بين 7 و 25 سنة كما تتوفر الجمعية على عدة مصالح مختصة من بينها مصلحة الكشف المبكر والقبول ومصلحة المساعدة النفسية العلاجية لأولياء الأطفال المستقبلين ومصلحة البحث عن الشغل ومتابعة الشبان الذين تم تشغيلهم ومصلحة التكوين وإعادة التكوين والتكوين المستمر للأطر المختصة في ميدان الإعاقة. ولولوج المركز فإن هناك معايير وشروط موضوعة من طرف لجنة مختصة هي الموكول لها قبول الأطفال ابتداء من 7 سنوات. أما الواجبات المادية فتتراوح ما بين صفر و 350 درهما بالنسبة للطبقات المعوزة، أما وزارة التضامن والأسرة والطفولة فتساهم ب 900 درهن عن كل طفل وعددهم 181 طفلا لدعم التمدرس في حين يؤدي أبناء القوات المساعدة 700 درهم كذلك الشأن بالنسبة للتعاضدية 700. والحقيقة أن كل طفل يكلف الجمعية مبلغ 2302، لأن مساهمات هذه الإدارات هي خاصة بالتمدرس فقط في حين أن الجمعية توفر التمدرس والتطبيب والتغذية ناهيك عن الأنشطة الترفيهية التكميلية. وحسب السيد علي رضوان رئيس الجمعية فإن المشكل الأساسي الذي تعاني منه الجمعية هو مشكلة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ولو تدخل مدير الصندوق ووزير الشغل والوزارة الأولى لإعفاء الجمعية من النسبة المخصصة لها بانسبة للاقتطاعات لاكتفينا بأمور هؤلاء الأطفال في أنشطة وورشات أخرى لأنه بذمتنا حوالي 120 مليون كديون بل نطلب من إدارة الصندوق الوطني أن تدخل معنا كشريك في الدعوى المرفوعة ضد الرئيس السابق لاسترجاع مبلغ مليار و 350 مليون، وهو مبلغ مالي مهم يمكننا من حل الازمة المالية التي تعيشها الجمعية. كما أن الجمعية تلتزم بأداء مستحقاتها من الاقتطاعات في حالة إعفائها من الديون لأنه يبقى المستفيد الوحيد والأخير هم الأطفال المعاقون ذهنيا. لأنه لا يعقل أن لايستفيد أزيد من 100 إطارمن تعويضات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وهي أمنية تنتظرها كل الأطر في أقرب وقت إذا تدخلت كل الأجهزة المختصة. للتذكير فإن الجمعية ستتوصل بحافلة من النوع الممتاز في الأيام القادمة من إحدى الجمعيات الفرنسية.