محمد طارق حيون أكد بحث ميداني نشرته الصحف الإسبانية أخيراً وأنجزته المنظمة الدولية لحماية الطفولة (اليونيسيف) وجود أزيد من 260 طفل ويافع مرشح للهجرة السرية انطلاقاً من ميناءي سبتة وطنجة سنوياً، مع تسجيل ارتفاع محسوس وملحوظ في هذا العدد خلال فصل الصيف. وكشف هذا البحث الذي استغرق إنجازه أكثر من نصف سنة (ما بين أكتوبر 2007 وأبريل 2008) بتنسيق مع المعهد الوطني للعمل الاجتماعي، أن الظروف الاجتماعية الصعبة تعد السبب الرئيسي لرغبة اليافعين في الهجرة، إضافة إلى الفشل الدراسي، ونجاح تجربة أبناء الأقارب والجيران في الهجرة السرية. وأفاد البحث أن أكثر من أربعين في المائة من القاصرين قضوا أكثر من سنتين مشردين في محيط ميناءي سبتة وطنجة في انتظار فرصة سانحة للعبور إلى الضفة الجنوبية للقارة الأوروبية سواء من خلال الاختباء تحت هياكل شاحنات نقل البضائع العابرة لمضيق جبل طارق، أو التسلل إلى البواخر المتوجهة إلى ميناء الجزيرة الخضراء. وفي إطار محاربة كل أشكال العنف والاستغلال الاقتصادي للقاصرين، ومن أجل ضمان حياة سليمة وكريمة ومناخ سوسيواقتصادي يتلاءم مع الحاجيات الملحة لهذه الفئة التي توجد في وضعية صعبة، وقعت مؤخراً بمدينة طنجة اتفاقية تعاون بين المؤسسة الإسبانية (سير) ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن بهدف إحداث وحدة لحماية الأطفال في وضعية صعبة. تقوم الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي بتخصيص غلاف مالي قدره 156 ألف أورو. للمساهمة في بناء مؤسسة استقبال القاصرين والأطفال الذين يوجدون في وضعية صعبة، ويندرج هذا المشروع في إطار برنامج إحداث 16 مؤسسة استقبال بمجموعة من مدن المغرب خاصة الشمالية منها، من أجل توفير رعاية اجتماعية متوازنة ومندمجة لهذه الفئة الاجتماعية التي تعاني من شتى أشكال الاستغلال والعنف والإقصاء الاجتماعي.