تراوحت بداية المنتخبات الخمسة الممثلة للعرب في تصفيات إفريقيا لكرة القدم المؤهلة إلى نهائيات مونديال 2018 في روسيا بين الواعدة (مصر وتونس والمغرب) والمتعثرة (الجزائر) والكارثية (ليبيا) بعد الجولة الأولى من الدور الحاسم التي اقيمت نهاية الاسبوع الماضي. وكشرت مصر عن أنيابها مبكرا وعادت بفوز ثمين خارج قواعدها على حساب الكونغو برازافيل 2-1 في المجموعة الخامسة، واستغلت تونس عامل الارض والجمهور جيدا لتطيح بضيفتها غينيا بثنائية نظيفة ضمن المجموعة الأولى، وأهدر المنتخب المغربي فوزا في المتناول على حساب مضيفه الغابوني وخرج بنقطة ثمينة ضمن المجموعة الثالثة. في المقابل، واصلت الجزائر عقدتها أمام الكاميرون وفشلت في الفوز عليها في البليدة وارتضت بالتعادل الايجابي 1-1 ضمن المجموعة الثانية، فيما منيت ليبيا بخسارة مذلة أمام مضيفتها جمهورية الكونغو الديموقراطية برباعية نظيفة في المجموعة الأولى ذهب ضحيتها مدربها الاسباني خافيير كليمنتي الذي أقيل من منصبه. ويشارك 20 منتخبا في الدور الحاسم وزعوا على 5 مجموعات من 4 منتخبات، ويتأهل بطل كل مجموعة فقط إلى العرس العالمي في روسيا. وحقق المنتخب المصري بداية مثالية في التصفيات في سعيه إلى بلوغ النهائيات للمرة الثالثة في تاريخه والأولى منذ عام 1990 في ايطاليا، وذلك بفوزه الثمين على مضيفه الكونغولي 2-1. واستغل الفراعنة جيدا معنوياتهم العالية بعدما حجزوا بطاقتهم إلى العرس القاري المقرر في الغابون مطلع العام المقبل بعد غيابهم عن النسخ الثلاث الاخيرة وتحديدا منذ تتويجهم باللقب الثالث على التوالي والسابع في تاريخهم في انغولا عام 2010. وكانت الكونغو البادئة بالتسجيل عبر فيريبوري دوريه في الدقيقة 24، لكن نجم روما الايطالي محمد صلاح أدرك التعادل قبل نهاية الشوط الأول باربع دقائق (41)، قبل ان يصنع هدف الفوز للاعب وسط الاهلي عبدالله السعيد في الدقيقة 58. وتصدر المنتخب المصري المجموعة برصيد 3 نقاط مستغلا تعثر غانا المرشحة الأولى لخطف بطاقة المجموعة، أمام ضيفتها اوغندا صفر-صفر يوم الجمعة الماضي في افتتاح الجولة الأولى. وأعرب مدرب الفراعنة الأرجنتيني هكتور كوبر عن سعادته بالفوز خارج القواعد مشيدا باداء لاعبيه واحقيتهم بالنقاط الثلاث. وقال كوبر اكنا الافضل خصوصا في الشوط الأول حيث اهدرنا العديد من الفرص، لكننا في النهاية نجحنا في الظفر بالنقاط الثلاث ذات الاهمية الكبيرة في مشوار بلوغ النهائيات. وطالب كوبر لاعبيه ووسائل الإعلام المصرية بعدم الإفراط في الفرحة مشيرا إلى ان المشوار لا يزال طويلا اونحتاج إلى الاستمرار على نفس المستوى. وتابع اسنطوي صحفة الكونغو وسنفتح صفحة غانا ونصب تفكيرنا كله عليهاب في إشارة إلى الجولة الثانية المقررة في 13 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في مصر ضد منتخب االنجوم السوداء. في المقابل، اعرب مدرب الكونغو الفرنسي بيار لوشانتر عن استيائه عقب الخسارة، وقال امن الصعب ايجاد المشكلة التي عانينا منها في هذه المباراة لأننا على الرغم من الخسارة قدمنا مباراة كبيرة جدا وللاسف ان فرصنا لم تترجم إلى أهداف. وأضاف اكنا نعرف جيدا ان المنتخب المصري يملك لاعبا استثنائيا هو محمد صلاح. تحدثنا عنه طيلة الاسبوع وبحثنا عن افضل الحلول لمنعه من خلق المشاكل لنا، ولكننا عندما نحلل المباراة نجد ان صلاح سجل هدفا وصنع آخر. حققت تونس الطامحة إلى العودة إلى العرس العالمي للمرة الأولى منذ 2006 الاهم بفوزها على ضيفتها غينيا بثنائية نظيفة في المنستير. وانتظرت تونس حتى الشوط الثاني لترجمة افضليتها وفرصها الكثيرة إلى هدفين عبر مدافع فالنسيا الاسباني ايمن عبد النور بضربة رأسية (58) ولاعب وسط دارمشتات الالماني انيس بن حتيرة بتسديدة قوية عكسية من داخل المنطقة (80). وهنأ مدرب تونس البولندي الفرنسي هنري كاسبرجاك لاعبيه على العمل الرائع الذي قاموا به طيلة المباراة، وقال القد أظهرنا تحسنا كبيرا مقارنة مع مباراتنا الاخيرة في تصفيات كأس امم إفريقيا. كان من الممكن ان تكون النتيجة كبيرة بالنظر إلى الفرص الكثيرة التي خلقناها خصوصا في الشوط الأول. وأضاف اانها مجرد بداية وخطوة صغيرة، المشوار لا يزال طويلا، ولكن المهم هي هذه النقاط الثلاث التي حصدناها في غياب الكثير من اللاعبين. وتتقاسم تونس صدارة المجموعة الأولى مع جمهورية الكونغو الديموقراطية التي ضربت بقوة واكرمت وفادة ضيفتها ليبيا برباعية نظيفة. وسجل ديوميرسي مبوكاني (6 و56) وجوناثان بولينجي (45+2) وفيرمين موبيلي ندومبي (69) الأهداف. وسارع الاتحاد الليبي مباشرة بعد المباراة إلى اقالة مدربه الاسباني خافيير كليمنتي. وفشلت الجزائر بقيادة مدربها الجديد الصربي ميلوفان راييفاتش في فك عقدة المنتخب الكاميروني في المباريات الرسمية وسقطت أمامه في فخ التعادل الايجابي 1-1 في البليدة في قمة الجولة الأولى. وسجل العربي هلال سوداني (7) هدف الجزائر، وبنجامان موكاندجو (24) هدف الكاميرون. ولم ترحم القرعة الجزائر ووضعتها في مجموعة الموت إلى جانب نيجيريا وزامبيا. وكان المنتخب الجزائري الطرف الأفضل في المباراة من بدايتها وحتى نهايتها بيد انه مهاجميه عجزوا عن هز الشباك اكثر من مرة واحدة. وتمني الجزائر النفس بالتواجد الثاني على التوالي في المونديال بعدما ابلت بلاء حسنا في البرازيل قبل عامين عندما بلغت الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها وخرجت بصعوبة وبعد التمديد على يد المانيا التي توجت باللقب العالمي لاحقا. وتنتظر الجزائر قمة نارية ثانية وهذه المرة خارج قواعدها أمام مضيفتها نيجيريا في الجولة الثانية الشهر المقبل. وعادت نيجيريا بفوز غال من لوساكا على حساب مضيفتها زامبيا 2-1. واعرب راييفاتش عن اسفه لهذا التعادل، وقال اصحيح اننا دخلنا المباراة من اجل الفوز بنقاطها الثلاث، للاسف لم تكن الحال كذلك، تبقى هناك العديد من النقاط التي يجب كسبها في هذه التصفيات وسنبذل كل ما في وسعنا من اجل ذلك وتعويض هذا السقوط. وأضاف اقام اللاعبون بما كان مطلوبا منهم من اجل الفوز بهذه المباراة، ومن الطبيعي ان يكون الجميع مستاؤون، كان بامكاننا الفوز بنتيجة كبيرة ولكن هذه هي كرة القدمب. وبدا راييفاتش متفائلا بالمستقبل، وقال اصحيح اننا اهدرنا نقطتين، ولكننا كسبنا واحدة. سنخوض مباراة ثانية فبعد شهر وبالتالي سنجهز منتخبا اكثر قوة من اجل تحقيق افضل نتيجة ممكنة. وختم قائلا: القد قلت سابقا ان هذه المجموعة قوية جدا وتضم منتخبات بمستويات جيدة ايضا. حظوظ منتخباتها الاربعة لا تزال قائمة ويتعين علينا القيام بالمطلوب حتى نعود بقوة في الاشهر المقبلةب. وفازت السنغال الساعية إلى المونديال الثاني في تاريخها بعد الأول عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معا عندما بلغت الدور ربع النهائي، على الرأس الاخضر بهدفين نظيفين سجلهما بالديه دياو كيتا (25) وموسى سو (80) وتصدرت المجموعة الرابعة أمام بوركينا فاسو وجنوب إفريقيا اللتين تعادلتا 1-1.