إثر تسجيل أول حالة وفاة بفيروس احمى القرم / الكونغو النزفية ا في الجارة الشمالية للمملكة، بات المغرب من بين الدول الأكثر عرضة لهذا التهديد الصحي وسط صمت رسمي وتعتيم إعلامي كبيرين. فمع إعلان أول وفاة في إسبانيا جراء الإصابة بهذا الفيروس الفتاك مع متم الشهر الفارط وتسجيل العديد من الإصابات من بينها حالات لممرضين قدموا إسعافات لمصابين، تتناسل العديد من الاستفهامات حول هذا الفيروس ومدى خطر الإصابة به على الصحة العامة ببلادنا. ورغم العديد من المحاولات التي قامت بها جريدة العلم لربط الاتصال بالعديد من مسؤولي وزارة الصحة وفي مقدمتهم مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض لتقديم توضيحات وافية في الموضوع، إلا أنها لم تتمكن ، علما أن دراسة كان قد عكف على إنجازها عدد من المختصين في علم الأوبئة مغاربة وإسبان تحت إشراف رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى اسان بيدروب الدكتور اخوصي أنطونيو أتيوب قد أكدت أن الفيروس الذي تتصاعد الخشية من انتشاره يوجد في نوع من الحشرات الطفيلية االقرادب التي تنتقل مع الطيور المهاجرة من عمق إفريقيا جنوب الصحراء وتمر عبر المغرب في رحلتها نحو شمال أوربا مرورا بشبه الجزيرة الإيبيرية. ويبدو أن المغرب، في انتظار تأكيد أو نفي رسمي ، يقع في صلب دائرة التهديد المباشر لهذا الفيروس ، حيث أفادت العديد من المصادر أن الطيور المهاجرة الناقلة للحشرة الطفيلية المسؤولة عن نقل هذا الفيروس تحط الرحال غالبا في مدن أكادير، والقنيطرة، ومولاي بوسلهام،قبل مواصلة هجرتها ، ما يجعل هذه المناطق الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس، مع تأكيدها على معطى مخيف يبرز أن معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بحمى القرم قد يبلغ نحو 40 في المائة من مجموع المصابين، حيث تنتقل العدوى إلى الإنسان من حشرات القراد والماشية. وحسب المنظمة العالمية للصحة فإن هذا الفيروس يمكنه أن ينتقل من إنسان إلى آخر نتيجة الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازات أعضائه، مع بروز أعراض على الشخص المصاب من قبيل الحمى والدوار والصداع والتهاب العيون والشعور بالغثيان والقيء والإسهال المصحوب بآلام البطن والتهاب الحلق.