منذ أوائل شهر غشت، بدأت ساكنة مدينة طنجة وضواحيها، تلاحظ انقطاعات مائية في أوقات محددة، وانحصار الصبيب المائي في المنازل التي يتجاوز علوها، أكثر من طابقين وخاصة في الأحياء والمواقع المرتفعة جغرافيا... وما يلاحظه الآلاف من ساكنة هذه المواقع أن المياه، بعد انقطاعها الفجائي مرات متعددة، وفي أوقات الإحتياج إليها، وعودتها المفاجئة أيضا، تكون مسبوقة بضغط هوائي لدفع الصبيب المائي، وهذا الصبيب يكون بلون مغاير، يميل إلى البني والأصفر المفتوح، وأحيانا بلون أبيض متبخر، وهو ما يعني أن الماء يكون وقتها مختلطًا، بصدإ أنابيب الضخ، أو بمخلفات الطمث الطيني، أو بالمواد الكيماوية المطهرة.. وأن الألوان التي تغير الصبيب المائي، تثير التخوفات لدى مستهلكي مياه شركة (أمانديس)... ويبقى التساؤل مطروحًا على الجميع؛ شركة توزيع الماء الشروب (أمانديس)، والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب الذي يبيع الماء لشركة التوزيع، والوزارة المكلفة بالسدود وهي وزارة التجهيز، والمصلحة الجهوية للحوض المائي، والجهات المختصة بالولاية والجماعة الحضرية، والسؤال هو: هل هذه المؤشرات، تنبئ بقدوم أزمة مالية محتملة بطنجة خلال الأيام القادمة، إذا ما تأخرت التساقطات المطرية كما يتوقع خبراء الأرصاد الجوية؟! وفي كل الأحوال، فإن مسؤولية انقطاع، وانحصار الصبيب المائي، وحرمان الآلاف من سكان العمارات من الماء الشروب، تقع بالدرجة الأولى، على شركة تدبير قطاع الماء والكهرباء بولاية طنجة (أمانديس)، خاصة وقد لاحظوا عليها، أنها تهتم أكثر بأحياء مواقع معينة، من خلال دعمها، بأجهزة متطورة لدفع وضخ الماء، حتى لا ينقطع عليها الماء، أو يقل الصبيب، علما بأن الكثير من (أكابر) هذه الأحياء، يبذرون مياه الشرب، في استبدال مياه المسابح، وسقي عشب وأغراس فيلاتهم وقصورهم، وأن الكثير من هؤلاء أيضا، لا يؤدون من جيوبهم، فواتير الإستهلاك التبذيري، ومن يؤدي ذلك هم نحن من دافعي الضرائب...! ونسأل أخيرا المعنيين بالأمر مرة أخرى، هل انقطاع الماء هو اجراء تقشفي، أم انتقائي، أم مؤشر لأزمة مائية محتملة؟